ونحنُ ردَدنا سَبي عَمرو بنِ عامرٍ ... مِنَ الجَيشِ إذ سعدُ بنُ ضَبَّةَ في شُغلِ
عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة.
ونحنُ مَنَعنا بالكُلاَبِ نِسَاءَنا ... بِضَربٍ كأفواه المُقَرَّحَةِ الهُدلِ
هذا يومُ الكُلابِ الثاني
كان من حديث يوم الكلاب، أنه لما أوقع كسرى ببني تميم يوم الصفقة بالمشقر، فقتلت المقاتلة،
وبقيت الذرية والأموال، بلغ ذلك مذحج، فمشى بعضهم الى بعض، وقالوا: اغتنموا بني تميم، ثم
بعثوا الرسل في قبائل اليمن وأحلافها من قضاعة، فقالت مذحج للمأمور الحارثي الكاهن: ما ترى؟
فقال: لا تغزوا بني تميم، فإنهم يسيرون أغباباً، ويردون مياهاً جباباً. فتكون غنيمتكم تراباً، يعني أنهم
يسيرون منقلتين في منقلة واحدة، أُخذ من الغِبّ.
فزعموا أنه اجتمع من مذحج ولفّها اثنا عشر ألفاً، فكان رئيس مذحج عبد يغوث بن وقاص بن
صلاءة، ورئيس همدان رجل يقال له مشرح، ورئيس كندة البراء بن قيس بن الحارث الملك، فأقبلوا
إلى بني تميم فبلغ ذلك سعداً والرباب، فانطلق ناس من أشرافهم إلى أكثم بن صيفي فاستشاروه، فقال
أكثم بن صيفي: أقلّوا الخلاف على أمرائكم، واعلموا أن كثرة الصياح من الفشل، والمرء يعجز لا
المحالة، وتثبتوا فإن أحزم الفريقين الركين، ورُبذ عجلة تهب ريثاً، وابرزوا للحرب، وادرعوا الليل،
فإنه أخفى للويل، ولا جماعة لمن اختلف.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute