سعد بن زيد مناة، فهل لكم في خمسمائة جلة وفضل ما معنا من ثوب.
ولكم الله أنّا لا نروّع حنظلياً ولا نقاتله، وخلّوا بيننا وبين بني سعد. فخلّوا له وجهه،
وصالحوه ثلاث سنين، وأخذوا منه جلال التمر. فمضى الى بني سعد، فأغار على بني ربيع بن
الحارث، فأصاب نسوة وهم خلوف، وأصاب إبلاً فأتى الصريخ بني سعد، فركب قيس بن عاصم في
بني سعد، فأدركوه وهو قائل برغام والمقاد، وقد أمن من الطلب في نفسه، وذلك في يوم شديد الحر.
فزعموا أن سنان بن سمي المنقري أتاهم من أمامهم، فقالوا من الرجل؟ قال: من القوم؟ فلم يزالوا
حتى عاقدهم ألا يكتم بعضهم بعضاً شيئاً. فقال: من أنتم؟ قال الحوفزان، وهذه بنو ربيع معي، قد
احتويتها، فمن أنت؟ قال: أنا سنان بن سمي المنقري في الجيش وفي الحي، فأتى أصحابه فأخبرهم
الخبر، فأكبّوا عليهم الخيل كباً، فاقتتلوا قتالاً شديداً.
ثم إن بكر بن وائل انهزمت، وأوجعوهم قتلاً وأسراً، واستنقذوا النسوة والنعم، وقُتلت قتلى كثيرة،
واتبع قيس بن عاصم الحوفزان على فرس له يدعى الزبد، وقيس بن عاصم على الزعفران بن الزبد
فرس الحوفزان، فإذا استوت بهما الأرض لحقه قيس، وإذا وقعا في هبوط وصعود سبقه الحوفزان
بقوة فرسه وسنه، فلما خشي أن يفوته، قال استأسر يا حارث، قال: الحوفزان: ما شاء الزبد! ثم زجر
فرسه وجعل يقول:
اليوم أبلو فرسي وجِدِّي
ويروى اليوم أبلو حلبي وحشدي - قال: استأسر يا حارث خير أسير. فيقول الحوفزان: شر أسير
فلما خشي قيس أن يفوته، زرقه