حِمَّان طَمُّوا بئر حِصن بنُّ عوف بن مُعاوية الأكبر من كليب، وكانت ببطن المَرُّوت، وكانت لأهل الزُّلف من بني سليط فمٌ يدَّعونه،
فطَمَّتها بنو حِمان، حتى جاء بنو عوف بن كُليب، رهطُ جريرٍ فنزلوا عليها فسَفرت السُّفراء بينهم
واصطلحوا.
فَجئْنا وَقدْ عَادَتْ مَرَاغَا وبَرَّكَتْ ... عَليْها مَخَاضٌ لَمْ تَجدْ مَنْ يُثيرُها
يقول: دُفِنت بئركُم هذه مرتين، فاستثرناها لكم بعدما صارت مَراغا لم تَدفعوا عنها. المخَاضُ من
الإبل ذَوات الحَمل، في بطونها أولادها.
لَئِنْ ضَلَّ يَوْماً بالمُجَشَّرِ رَأْيُهُ ... وكَان لِعوْفٍ حَاسِداً لاَ يَضيرُهَا
المُجشَّر من بني مُقلِد بن كُليب، وعوفٌ رَهطُ جرير.
فَأَوَلَى وَأَولَى أَنْ أُصِيبُ مُقَلَّداً ... بفاشِيَةِ العَدْوى سَريعٍ نُشُورُهَا
ويروى طُرُورها أراد بقصيدة جَرِّيةٍ تُعدي من دَنا منها، ونشورُها: انتشارُها أي تنتشر وتفشُو.
فأولى وأولى: تَهدُّدٌ ووعيدٌ أي كُفُّوا عني لا أُصِبكُم بهذه المَعرَّة الفَاشية.
لَقَدْ جُرِّدَتْ يَوْمَ الحِدَاب نسَاؤُهُمْ ... فَسَاءَتْ مَجَاليهَا وَقَلَّتْ مُهُورُهَا
مجاليها حين جُليت كما تُجلى العَروس. وكان هذا اليومُ لبَكر بن وائل على سَليط فَسبوا منهم نساءً،
فأدركتهم بنو رياحٍ وبنو ثعلبة ابني يربوع، فاستنقذوهنَّ من أيدي بكر. وقوله: قلَّت مهورُها، يقول:
إنما مَلكُوهنَّ بالرِّماح ولم يَنقُدوا فيهن مَهراً. والحِداب: موضع.
فردَّ على جريرٍ أبو الورقاءُ عُقبة بنُ مُليص المُقلَّدي فقال: