أجَبْنا بني سَعْدِ بنِ ضَبَّةَ إذ دَعَوْا ... ولله مولَى دَعْوَةٍ لا يُجيبُها
وكُنَّا إذا قُلْنَا هَوَازِنُ أقبِلي ... إلى الرُّشْدِ لم يأتِ السَّدَادَ خَطيبُها
عَطَفْنَا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ المَلاَ ... بِشَهْبَاءَ لا يمشي الضَّرَاءَ رَقِيبُها
الضروس الناقة الحديثة النتاج. ويروى الثني. قال: وإنما سميت ضروسا لأنه يعتريها عضاض
أياماً عند نتاجها حذارا على ولدها ثم يذهب عنها.
فلما رَأَوْنا بالنِّسارِ كأَنَّنا ... نَشَاصُ الثُّرَيّا هَيَّجتْهَا جَنُوبُها
فكانوا كَذَاتِ القِدْرِ لم تدرِ إذغَلَتْ ... أَتُنْزِلُها مَذْمُومَةً أَمْ تُذِيبُها
يقول: لما رأونا تحيروا وبعلوا - أي دهشوا - فلم يدروا كيف يصنعون، فكانوا كذات القدر
ارتجنت زبدتها والارتجان الفساد - فلما أوقدت تحت الزبدة الفاسدة، لم تستقر في القدر، فطفحت،
فجعل الزبد يخرج منها، فتحيرت لا تدري كيف تصنع، إن أنضجت الزبد خرج من القدر وانصب،
وإن تركته بقي غير نضيج لا ينفق عنها. يقال دجروا، وبعلوا، وتحيروا، ودهشوا، وبطروا، بمعنى
واحد كله سواء.
جَعَلْنَ قُشيراً غايةً يُهتدَىَ بها ... كما مَدَّ أشطانَ الدِّلاءِ قَليبُها
يقول لأن منازل قُشير في أقاصي بني عامر، يقول: فنحن نطؤهم بالخيل حتى ننتهي إلى آخرهم،
كما أن الدلاء منتهاها قعر القليب، والقليب البئر غير مطوية.
لَدُنْ غُدْوَةً حتى أَتى اللَّيْلُ دونَهم ... وأَدْرَكَ جَرْيَ المُنْقِيَاتِ لُغوبُها