الله قد أمكنني من عبس ... ساغَ شرابي وشفيتُ نفسي
وكنتُ لا أقرب طُهْرِ عِرسي ... ولا أشد بالوِخاف رأسي
ولم أكن أشربُ صَفْوَ الكأسِ
وقال في هذا اليوم الحطيئة وكان في الجيش فهرب:
لقد بلغوا الشفاءَ فأخبرونا ... بِقتلى من تقتلنا رياحُ
حَوتْنَا منهمُ لما التقينا ... رماحٌ في مراكزها رماحُ
وجُرِّدَ في الأعنَّةِ ملجماتٌ ... خفافُ الطَّرِف كلَّمها السلاحُ
إذا ثار الغبارُ خرجن منه ... كما خرجت من الغدر السراح
وما باءوا كَبَأرِهِمُ علينا ... بفضلِ دمائهم حتى أراحوا
قال: البأو: الكبر يقال منه، بأوت تبأى بأوا، قال وهو المصدر، قال: وقال في هذا اليوم أيضاً
شميت بن زنباع بن الحارث بن ربيعة بن زيد ابن رياح:
سائِلْ بنا عبساً إذا ما لقيتَها ... على أي حيٍّ بالصرائم دَلَّتِ
قتلنا بها صبراً شُريحاً وجابراً ... وقد نهلت منها الرماح وعَلَّتِ
قال: شريح وجابر ابنا وهب، وهما من بني عوذ بن غالب.
جزيْنَا بما أمَّتْ أسيدةُ حِقبةً ... خويلةَ إذ آذنَّها فاستقلتِ
فأبلغ أبا حمرانَ أن رماحَنا ... قضت وَطراً من غالبٍ وتغَلَّتِ