ولاَ رَدَّ مُذْ خطَّ الصَّحيفَةَ ناَكثاً ... كَلاماً ولا باتَتْ لهُ عينُ نَائم
ولاَ رَجعُوا حتَّى رأَوا في شماله ... كتاباً لمغَرْور لدَى النَّار نَادم
ويروى حتى رأى. وقوله لدى النار، يريد إلى النار. الرواية لمغلول إلى النار.
أتَاني ورَحْلي بالمَديَنة وقعَةٌ ... لآل تَميم أقْعَدتْ كُلَّ قَائم
قال: يعني قتل وكيع بن حسان بن قيس بن أبي سود، أحد بني غدانة بن يربوع، قتيبة بن مسلم
الباهلي، على قتل ابني الأهتم. قال: والأهتم هو سنان بن سمي. وذلك أنه لما أراد قتيبة أن يستخلف
عبد الله ابن عبد الله بن الأهتم، أتاه بشير بن صفوان بن عمرو بن الأهتم، فقال له بشير: أصلح الله
الأمير، إنك تريد أن تستخلف عبد الله، وهو رجل حريص حسود غدور كفور. ومتى تستخلفه يخنك،
ويكفرك، ويغدر بك. فغيَّر منزلتنا عندك، وأفسدنا عليك. فحمله قتيبة على الحسد من بشير لعبد الله،
فقال له قتيبة: لا، ولكنك حسدت ابن عمك. قال: فاذكر قولي، واقبل عذري، إن فعل فاستخلفه، وغزا
فرغانة. - وقال أبو الحسن المدائني: لم يغز فرغانة وإنما غزا سجستان - حين ضمت إليه الجنود.
قال أبو عبيدة: فجعل عبد الله يشقق الكتب في قتيبة إلى الحجاج بعوراته، ويحمله عليه، ويطلب
عمله. فإذا وردت كتبه إلى الحجاج طواها في بطون كتب إلى قتيبة، فتمر بها الرسل إلى عبد الله،
فتطويه بها إلى قتيبة بفرغانة، حتى تواترت كتبه. قال: فلما رأى ذلك قتيبة، ضاق بذلك ذرعاً. قال:
فدعا عند ذلك نفرا من بني تميم، فشكى إليهم