للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الجيشُ الذين كانوا يتَوقَّعُهم بنو سليطٍ فوجدوا الرَّبيئةَ نائماً فجاوَزوه

إلى الحيِّ، فاكتسحوهم، فقال في ذلك جريرٌ ولا نقيضةَ لها:

ولَعَمْرِي لَقَدْ نَامَ السَّلِيطِيُّ نَوْمَةً ... عَلَى حَزَّةٍ مَا كَانَ حُرٌّ يَنَامُهَا

لَقَدْ نَفَرَتْ مِنْ ريحهمْ أَعْوَجِيَّةٌ ... مِنَ الْجُرْدِ لَمْ يَعْرِفْ سَلِيطاً لِجَامُهَا

الأعوجيةُ منسوبةٌ إلى أعوجُ، فَرس لبني هلال بن عامر بن صَعصَعة، وكانت أُمُّه سَبلُ لِغنيِّ بن

أعصُر بن سعد بن قيس بن عيلان بنِ مُضر، وكانا من أجودِ خيلِ العرب.

قال أبو عبيدة: حَدَّثني أبو منيعٍ الكُليبيُّ، قال: كان جريرٌ يقول لولا ما فعل العبدُ ابنُ أُّمِّ غسَّان،

لنشرتُ من أيَّام بني سليط مالا يَبيدُ جدَّ الدَّهر، أو حيريَّ الدَّهر، - وجدَّ الدَّهر في معنى يدَ الدَّهر،

يريدُ أبداً - قال: وكانوا فرساناً. قال: ولقي فَضالة أحد بني عَرين بن ثعلبةَ بن يربوع - وكانت أمُّ

فَضالة هنداً بنتَ حوطِ بن قِرواش بن حُصين بن ثُمامة بن سيف بن جاريةَ بن سَليط - جريراً فقال

له: أَتشتِمُ أخوالي؟ أمَا والله لأقتلنَّك. وأما العُرنِيُّ الشاعر، فزعم أنَّ الذي لقي جريراً عبد الله بن

فَضالة. فقال جرير:

أَتُوعِدُنِي وَرَاءَ بَنِي رِيَاحٍ ... كَذَبَتْ لتَقْصُرَنَّ يَدَاكَ دُونِي

<<  <  ج: ص:  >  >>