عطاش، أي هي روية أبدا من الدم.
وقوله مصاد، يعني مصاد بن عوف بن عمرو بن كلاب، قتلته بنو ضبة يوم قادم وغول. قال: وكان
على الجيش يومئذ، حبيش بن دلف. وفي ذلك اليوم يقول الأخطل لرجلين من قومه:
لم تظلما أن تكفيا الحيَّ ضيفَهم ... وأن تسعيَا سعيَ الرجالِ الأكارمِ
وأن تنحرا بَكرينِ مما جمعتما ... وشرُّ النداما من صحا غيرَ غارم
وأن تسعيَا مسعاةَ سَلَمى بنِ جندلٍ ... وسعيَ حُبيشٍ يومَ غولٍ وقادم
رُدينية صُمَّ الكُعُوبِ كأنَّها ... مَصابيحُ في تركيبها المتلاحمِ
ونحنُ جدعَنا أنفَ عيلانَ بِالقَنا ... وبالراسبات البِيض ذَاتِ القَوائِمِ
قال أبو جعفر: الراسبات بالباء الغامضات في الضريبة.
ولَوْ أَنَّ قَيْساً قَيْسَ عَيلانَ أصبحتْ ... بِمُستَنِّ أبوالِ الرِّبابِ ودَارِمِ
لَكانُوا كأقذاءٍ طَفتْ في غُطامِطٍ ... مِنَ البحرِ في آذيِّها المُتلاطِمِ
قوله غطامط، يعني مجتمع الماء وكثرته، ومضطرب الأمواج حتى تسمع له صوتا لكثرة مائه
واضطرابه.
فإِنَّا أُناسٌ نشتري بِدِمائِنا ... دِيارَ المَنايا رَغبةٌ في المَكارِمِ
يعني بديار المنايا القبور. يقول: إذا رأينا أمراً أدركه كرم وفخر خاطرنا بأنفسنا وحملناها عليه،
ويقال: إن معناه، أن من نزل ثغراً يقاتل فيه فقد نزل دار منيته.