قال سعدان، وأما أبو عبيدة، فزعم أن قيس بن زهير اشترى معاوية أسيره بألف بعير، وهي ديات
الملوك، وأعطاه من خيله فرسه المزنوق بالقيمة، حتى وفاه الألف، فدفعه إلى عوف مكان أخيه، فقال
عوف لمعاوية أرضيت أن تكون مكان صاحبك، وبرئت من خفارتي؟ قال: نعم. قال: الحق بأبيك،
وسكن الناس. فتحولت بنو عبس إلى بني أبي بكر بن كلاب فحالفوهم، وعقد لهم الحلف أبو هلال
ربيعة بن قرط، فقال قيس في ذلك:
أحاولُ ما أحاولُ ثم آوي ... إلى جارٍ كجارِ أبي دؤادِ
منيعٍ وسطَ عكرمةَ بن قيسٍ ... وهوب للطريف وللتلادِ
كفاني ما أخاف أبو هلالٍ ... ربيعةُ فانتهت عني الأعادي
قال سعدان، قال أبو الوثيق: وذلك قول عامر بن الطفيل:
قضينا الجونَ عن عبسٍ وكانت ... منيَّةُ معبدٍ فينا هُزالا
رجع إلى شعر جرير:
كأنَّكَ لَمْ تشهدْ لقيِطاً وَحاجِباً ... وعَمَرو بْنَ عَمْرو إذا دَعوْايا لدَارِمِ
يعني لقيط بن زرارة - قال: وجاور أبو دؤاد هلال بن كعب بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد
مناة بن تميم، وكان قد أسن، وأتى عليه دهر طويل، فبينما الغلمان يلعبون في مستنقع ماء،
ويتغاطون، إذا غطوا ابن أبي دؤاد فمات في ذلك الغطاط فقال أبو دؤاد:
ألم تر أنني جاورتُ كعباً ... وكان جوارُ بعض الناسِ غِيّا
فأبلوني بليتكم لعلي ... أصالحكم وأستدرج نوَيّا