للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

العاتم التي يتأخَّر حلبُها حتى يذهب صدرٌ من الليل، ومن هذا صلاةُ العتمة. ويقال عَتمت الإبل

واعتمت، يقول: إذا لم يكن لبَنٌ يُقرى منه الضِّيفان عقرت لهم ناقة كريمة رِبعيَّة، والرِّبعي من النِّتاج

واللَّقاح أوّله وهو أجوده، ويقال أبشَر وبَشَّر وبَشَر بمعنى واحد، وهو أن تشُول بذنبها، يقال منه ناقةٌ

مُبشرٌ.

وقال جرير لعنَّاب هذا ولا نقيضة لها:

مَا أَنْتَ يَا عَنَّابُ مِنْ رَهْطِ حَاتمٍ ... وَلاَ مِنْ رَوَابي عُرْوَةَ بِنَ شَبيبِ

الرَّابية ما أشرف من الأرض شبَّه عُظماء الرجال لها، عُروة رجل من جَدِيلة طيِّء.

رَأيْنا قُروماً مِنْ جَديلَة أَنْجَبوا ... وَفَحلُ بَني نَبْهَانَ غَيْرُ نَجيبِ

وَسَوْدَاءُ مِنْ نَبْهَانَ تَثْني نِطَاقَها ... بأَخْجَى قَعُورٍ أَوْ جَوَاعِرَ ذِيبِ

الأخجى الكثير الماء القامِسَة، والقعور البعيد المِسبار، وهو أخبث له. وقوله أو جَواعر ذيب، يعني

أنها رَسحاء لا أليين لها مثل الذيب، قعورٌ له قعرٌ وهو الحِرُ. والجاعرتان رأسا الفخذين من تحت

الذَّنب، والغُرابان رأساهما من فوق الذَّنب والحَجبتان رأساهما المُشرفان على الخاصرتين.

إذا ضَحكَتْ شَبَّهْت أَضْرَاسَهَا الْعُلى ... خَنَافِسَ سُوداً في صَرَاةِ قَليبِ

الصَّراة الماء المجتمع المُتغِّير، يقال شاة مُصراةٌ إذا حُفِّلت فلم تَحلب حتى يجتمع لبنُها. قال ابن

حبيب: من هاهنا روى المفضل.

<<  <  ج: ص:  >  >>