رجلا، وحاد عن ذكرها. وقال له: مر لي بزاد وراحلة
وسقاء. قال: فأعطاه راحلة ونصف جلة وسقاء. قال: ثم هرب فبلغ الخافقين - الخافقان المشرق
والمغرب - قال: ثم أنه ندم على قتل سلمى، فقال يعذل نفسه ويوبخها ويلومها على قتل سلمى:
غدرَت أبا البلادِ بقتلِ سلمى ... وكنت أبا البلادِ فتى غدوراً
قال: ولقي أبا البلاد الغول فقتلها. وقال في هربه ذلك:
لهانَ على جهينة ما ألاقي ... من الروعات عند رحى بطانِ
لقيتُ الغولَ تسري في ظلام ... بسهب كالعباية صحصحان
فقلتُ لها: كلانا نقض أرض ... أخو سفر فصدّي عن مكاني
فصدَّت وانتحيتُ لها بعضبٍ ... حسامٍ غيرِ مؤتشب يمان
فقدت سلاتها والبركَ منها ... فخرّت لليدين وللجران
فقالت زد، فقلت لها وإني ... على أمثالها ثبتُ الجنان
ويروي: فقلت رويد.
شددت عقالها وحللتُ عنها ... لأنظرَ غدوةً ماذا أتاني
إذا عينان في وجهٍ قبيح ... كوجه الهر مسترق اللسان
ورِجلا مخدج وسراةُ كلب ... وثوبٌ من فِراءٍ أو شنان
قال: ثم إنه رجع بعدما مل الحياة، وقد حمل ديتها رجل من بني طهية، وأداها عن أبي البلاد. قال،
وقال غيره: سلمى امرأة من بني طهية، قتلها أبو شداد القشيري. قال: وذلك أنها كانت قد هجته فعير