قوله الكلبى هم الذين بهم الكلب، وهو عض الكلب. الكلب يقال إذا شرب الذي يعضه دم ملك برئ.
يقول نحن ملوك. في دمائنا شفاء للكلبى وذلك كما قال البعيث:
من الدارميين الذين دماؤهم ... شفاء من الداء المجنَّة والخبل
مِنَ الفائقِ المحبُوسِ عنهُ لسانُهُ ... يفوقُ وفيهِ الميِّتُ المُتكنَّفُ
ويروى من الفائق المحجوب. الفائق المحبوس الذي عند الموت يأخذه الفواق.
وجدنا أعزَّ النَّاسِ أكثرهُمْ حصَىً ... وأكرمهُمْ مَنْ بالمكارِمِ يُعرَفُ
وكلتاهُما فِينا إلى حيثُ تلتقِي ... عصائِبُ لاقَى بينهُنَّ المُعرّفُ
ويروى فينا لنا. ويروى حين تلتقي. يقول هاتان الخصلتان فينا: كثرة العدد وبذل المعروف. وقد
شرطهما في البيت الأول. لاقى بينهن جمع بينهن يعرفون ذاك لنا.
منازِيل عنْ ظهرِ القليلِ كثيرُنا ... إذا ما دَعا في المجلسِ المُتردَّفُ
ويروى ذو الثورة المتردف. يقول نحن كثير ننزل عن منزلة القليل، لانا لسنا بقليل. فنحن نغيث
من استغاث بنا أغثناه بكثرة. قال الأصمعي قوله منازيل عن ظهر القليل كثيرنا، يقول لنا نزل وإن
كان قليلاً فهو خير من كثير غيرنا. قال أبو عبيدة: يقول نحن وإن كنا كثيراً، لنا عز ومنعة ننزل
لذي القلة عن حقه، يحفظنا إياه، إن قل وذل، لا تمنعنا كثرتنا وعزنا من إنصافه والرفق به كراهة
البغي، إذ كنا كذلك. قال أبو عبد الله كان أبو العباس يقول مثل ذلك. هذا يعني قول أبي عبيدة. قال
والمتردف الذي يردفه من الشر شيء بعد شيء. يقال ردفه خير، وردفه شر.