للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أصبنَ الطريفَ والطريف بنَ مالكِ ... وكانَ شِفاءً لو أصبْن الملاقطا

أصبن يعني الخيل قال فلما بلغ عمرو بن المنذر موت زرارة، غزا بني دارم، وقد كان حلف ليقتلن

منهم مائة. قال: فجاء رجل من البراجم شاعر ليمدحه، فقتله ليوفي به نذره، وليتم به المائة، ثم قال:

إن الشقي راكب البراجم، فذهب مثلا وقال الأعشى:

وتَكونُ في السّلَفِ المُوا ... زِي مِنقراً وبَني زُرارةَ

أبناء قوم قُتّلوا ... يومَ القُصَيبَةِ أو أوارّهْ

وقال جرير ينعي ذلك عليهم:

أينَ الذينَ بسيف عمرو قُتلوا ... أم أين أسعدَ فيكُم المُسترضَعُ

قال: وأما الطرماح، فانه هجا الفرزدق، فزعم أن عمرو بن المنذر أحرقهم، ولم يكن له بهذا الحديث

علم.

عرفتُمْ بَني عَبسٍ عَشيّةَ أقرنٍ ... فخُلي للحَبشِ اللَواء وحامِلُهْ

هذا تفسير البيت الذي هجا به الفرزدق بني جعفر وقد علمت ميسون، قال: أبو عمرو: ميسون،

امرأة من بني جعفر، وهي أم حنّاءة، من بني أبي بن كلاب، لمّا نفت بني جعفر بنو كلاب في نضرة

غني، خرجوا فنزلوا في بني الحارث بن كعب، فأقاموا فيهم مُجاورين، فدعتهم بنو الحارث للحلف،

فقال مشيختهم وذوو الرأي منهم: إن حالفتموهم في بلادهم لم تزالوا تبعا لهم، وأذناباً إلى يوم القيامة

فرجعوا إلى بني كلاب فقالوا: إنا ننزل على حكم جوّاب، فقال جوّاب: لا أصالحكم إلا على سِلم

مُخزية أو حرب مُجلية، قالوا: قد رضينا بذلك، فقال في ذلك لبيد:

<<  <  ج: ص:  >  >>