للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجابه جرير، وهو يهجو الزبرقان وبني طهية، فقال:

تُعَلّلُنا أمامَةُ بالعِداتِ ... وما تَشفي القُلوبَ الصّادياتِ

فلولا حُبُّها وإله موسِى ... لَوَدّعْتُ الصبا والغانياتِ

وما صبري عن الذّلْفاء إلا ... كصبرِ الحوتِ عن ماء الفراتِ

ويروى وما صبري أمامة عنك إلا كصبر النون. ويروى عن الهيفاء.

إذا رضيتْ رضيتُ وتعتريني ... إذا غضبتْ كَهَيضاتِ السّباتِ

أنا البازي المُطلُّ على نُميَرْ ... على رغْمِ الأنوفِ الرّاغِماتِ

إذا سَمعتْ نُميرٌ مَدّ صوتٍ ... جَسِبْتَهُمُ نِساءَ مُنْصِتاتِ

رَجَوتْمْ يا بَني وَقْبانَ مَوتي ... وأرجو أنْ تطولَ لكمْ حياتي

بنو وقبان هم بنو مجاشع.

إذا اجتمعوا عليّ فخَلّ عنهُمْ ... وعَنْ بازٍ يَصُكُ حُبارَيات

قال أبو عثمان: حدثني الأصمعي، قال: حدثني جعفر بن سليمان بن علي، قال: وقف أعرابي علي.

فقلت: ما بال الأرنب أحبّ إلى الصقر من الحبارى؟ قال: لأنها والله، تكبح سبلته، وتسلح على

وجهه، وهو آمن من الأرنب أن تفعل به ذلك.

إذا طَربَ الحَمامُ حمَامُ نَجْدٍ ... نَعَى جارَ الأقارِعِ والحُتاتِ

قال جار الأقارع يعني الزبير، وقوله نعى، قال: وذلك أنه إذا ذكر شيئاً كان منه فقد نعاه.

إذا ما الليلُ هاجَ صَدىً حزيناً ... بَكَى جَزَعاً عليهِ إلى المَماتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>