للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما نصب بني دارم على الفخر والمدح، ولم يجعل ذلك خبراً لأن، وجعل خبر أن في قوله: ألم ترَ

أنّا زرارة منا، وكذلك قال الشاعر:

نحنُ بَني ضَبّةَ أصحابُ الجَمَلْ

فنصب بني ضبة على الفخر والمدح على ذلك المعنى، وقال ذو الرمة:

أبى اللهُ إلاّ أنّنا آل خِنْدفٍ ... بِنا يَسمَعُ الصّوت الأنامُ ويُبصرُ

وقوله زرارة منا يني زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، كذلك فسره أبو عبيدة

والأصمعي.

ومنّا الذي مَنَعَ الوائِدات ... وأحيى الوَئيدَ فلمْ يُوءد

قوله ومنا الذي منع الوائدات، يعني صعصعة بن ناجية جد الفرزدق، وقد مر حديث الوائدات فيما

أمليناه من الكتاب في موضعه.

وناجيةُ الخَيرِ والأقْرَعان ... وقَبر بِكاظِمَةَ المَوْردِ

ويروى وقبر بكاظمة المورد. رده على كاظمة، وهو موضع معروف على البحر، يريد ناجية بن

عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع. والأقرعان الأقرع وفراس ابنا حابس بن عقال. والعرب إذا

جمعوا بين اسمين، أحدهما أنبه من الآخر وأخف في اللفظ، جمعوهما به فقالوا: سنة العمرين، يريد

أبا بكر وعمر. وقالوا: الأحوصان يريد الأحوص ابن جعفر وابنه. وقبر بكاظمة، يعني قبر أبيه

غالب. وقوله مورد، قال: إنما أضاف كاظمة إلى المورد، وذلك لأنها مياه تورد كثيراً دائمة الماء،

فأضاف ذلك إليها.

إذا ما أتى قبرهُ غارمُ ... أناخَ إلى القبر بالأسعد

<<  <  ج: ص:  >  >>