للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنكر ذلك قعنب، وتلاعنا وتداعيا أن يقتل الصادق منهما الكاذب. ونذر قعنب أن لا يراه بعد ذلك

الموقف إلا قتله أو مات دونه. فضرب الدهر من ضربانه، ثم إن بحيراً أغار على بني العنبر يوم

إرم الكلبة، وهو نقاً قريب من النباح، فأصاب منهم ناساً، وانفلت منهم منفلتون، فأنذروا بني حنظلة

وبني عمرو بن تميم، فركبوا في أثر بحير، وقد سار بمن أخذ من بني العنبر. فكان أول من لحق،

بنو عمرو بن تميم، فقال بحير لأصحابه: أنظروا ما ترون؟ قالوا: نرى خيلاً عارضة الرماح. قال:

أولئكم بنو عمرو بن تميم. فلحقوا ببحير وهو بالمروت، فاقتتلوا شيئاً من قتال، ثم لحق بنو مالك بن

حنظلة، فقال بحير لأصحابه انظروا ما ترون؟ قالوا: نرى خيلاناً ناصبة الرماح. قال: أولئكم بنو

مالك بن حنظلة فقاتلوا شيئاً من قتال، ثم لحقت خيل شماطيط فقال بحير: ما ترون؟ قالوا نرى خيلاً

شماطيط - أي متفرقة أرسالاً - ليس معها رماح. قال أولئكم بنو يربوع رماحهم عند آذان الخيل وما

قوتلتم منذ اليوم إلا الساعة، فكان أول من لحق منهم، نعيم بن عتاب، فطعن المثلم بن قرط أخا بني

قشير فصرعه وأسره. ثم لحق قعنب بن عصمة بن عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بحيراً

فطعنه، فأذراه عن فرسه، فوثب عليه كدّام بن نخيلة المازني، فأبصره قعنب بن عتاب وهو في يد

كدام، فحمل عليه فأراد كدام منعه، فقال قعنب: رأسك مازِ والسيف - أراد يا مازني رأسك والسيف

- فخلى عنه كدام، فضربه قعنب بن عتاب فأطار رأسه.

وأخذ يومئذ أرقم بن نويرة صهبان بن ربيعة بن قشير، وكانت أم صهبان امرأة من مازن بن مالك

بن عمرو بن تميم. فقالت بنو عمرو:

<<  <  ج: ص:  >  >>