هَلاّ وقد غَمَرتْ فُؤادَكَ كثبةٌ ... والضّأنُ مخصِبَةُ الجَنابِ غِزارُ
ويروى لو كنت إذ غمرت فؤادك. يقول: فهلاّ ذكرتها إذ غمرت فؤادك. يقول إذا غلب على فؤادك.
حبها، فحقها عندك أن لا تنساها. وقوله كثبة، يريد كثبة من لبن قال: وهو الشيء من اللبن لا يبلغ
أن يمتلئ منه الإناء. يقول: غمرت فؤادك علته وغلبت عليه. وقوله والضأن مخصبة، يريد كثرة
اللبن. والجناب الفناء وإنما يريد الخصب وكثرة اللبن.
هَجْهَجتَ حينَ دَعَتكَ إذْ لم تأتِها ... حيثُ السّباعٌ شَوارِعٌ كُشّارُ
ويروى حين دعتك أو لأتيتها أفراً وهن شوارع. يقول: حين دعتك، يريد استغاثت بك. وشوارع
يريد في لحمها. وقوله هجهجت، يعني زجرت السباع عنها. وقوله كشار، يقول إذا السباع فاتحة
أفواهها. يقال كشر في وجهه، وذلك إذا فتح فاه وكلح وعبس.
نهَضتْ لِتُحرِزَ شِلوَها فتَجوّرَتْ ... والمُخ مِنْ قَصَبِ القَوائِمِ رارُ
ويروى فتهورت. قوله شلوها، يعني بقية ما ترك الضبعان من بدنها. وقوله فتجوّرت، يقول سقطت
من الجهد. وقوله رار، يعني مُخها رقيق يذهب ويجيء في العظم، وذلك لشدة الهزال. قال وإذا
سمنت الدابة غلظ عظمها، وجمس مجها، واشتد وصلب.
قالتْ وقد جَنحَت على مملولها ... والنارُ تخبُو مرّةً وتُثارُ
عَجفاء عاريَةُ العظامِ أصابهَا ... حدثُ الزمانِ وجَدّها العَثّارُ
أبَني الحَرامِ فَتاتُكُمْ لا تهزَلَنْ ... إنّ الهُزالَ على الحَرائِرِ عارُ
لا تًتركَنّ ولا يَزالَنْ عِندها ... مِنكُمْ بحَدّ شِتائِها مَيّارُ
وبِحقّها وأبيكَ تهزَلُ ما لها ... مالُ فيَعصِمَهّا ولا أيسارُ