للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد لَبِسَتْ بعدَ الزبيرَ مجاشِعٌ ... ثيابَ التي حَاضَتْ ولم تَغسِلِ الدَّمَا

يعيره بإخفار النعر بن الزمام المجاشعي الزبير بن العوام، وقد استجاره فقتل في جواره. وكان من

حديث قتل الزبير رضي الله عنه أن الزبير لما انصرف عن الجمل يريد المدينة، جاء رجل إلى

الأحنف بن قيس، فقال: هذا الزبير بن العوام قد مر آنفاً، فقال: ما أصنع به، جمع بين الفئتين من

المسلمين عظيمتين، فقتل بعضهم بعضاً، ثم لحق بقومه. فاستجار النعر بن الزمام المجاشعي، فنهض

عمرو بن جرموز، وفضالة بن حابس، ونفيع بن كعب بن عمير السعديون، فاتبعوا الزبير فلحقوه

بوادي السباع - وادي السباع فيما بين مكة إلى البصرة، بينه وبين البصرة خمسة فراسخ - فكرّ

عليهم الزبير حين رآهم فانهزموا عنه، ولحق الزبير ابن جرموز، فقال: أنشدك الله يا أبا عبد الله،

فكفّ عنه ورجع الزبير، فانصرف فضالة ونقيع ولزمه ابن جرموز فسايره، في ليلة مقمرة، فكرّ

عليه الزبير، فقال: أنشدك الله يا أبا عبد الله فكف عنه. وسايره وأغفى الزبير فطعنه فأذراه عن

فرسه، فقال الزبير: ما له قاتله الله يُذكّر بالله وينساه، ومات الزبير. ورجع ابن جرموز إلى علي

رضي الله عنه - فأخبره أن قاتل الزبير بالباب، فقال: بشروا قاتل ابن صفية بالنار، وكان ابن

جرموز أخذ سيف الزبير فأخذه علي منه، وقال سيف طالما فرّج الغماء عن وجه رسول الله صلى

الله عليه وسلم.

وقد عَلِمَ الجيرَانُ أنّ مجاشِعاً ... فُرُوجُ البَغَايا لا يرى الجَارَ مَحرَما

ولو عَلقَتْ حبلَ الزبيرِ حبَالُنَا ... لكانَ كَناجٍ في عَطالَةَ أعصَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>