للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لحوط بن أبي جابر بن أوس بن حميري بن رياح. وإنما سمي داحساً، أن بني يربوع احتملوا

ذات يوم سائرين في نجعة، وكان ذو العقال مع ابنتي حوط بن أبي جابر تجنبانه، فمرت به جلوى

فرس قرواش، فلما رآها الفرس ودى. وضحك شباب من الحي رأوه، فاستحيت الفتاتان فأرسلتاه فنزا

على جلوى، فوافق قبولها فأقصّت، ثم أخذه لهما بعض الحي فلحق بهما حوط، وكان رجلاً شريراً

سيء الخلق، فلما نظر إلى عين الفرس قال: والله لقد نزا فرسي فأخبراني ما شأنه، فأخبرتاه الخبر،

فقال: يال رياح، لا والله لا أرضى أبداً حتى آخذ ماء فرسي. فقال له بنو ثعلبة: والله ما استكرهنا

فرسك، إنما كان منفلتاً، فلم يزل الشر بينهم حتى عظم، فلما رأى ذلك بنو ثعلبة قالوا: دونكم ماء

فرسكم، فسطا عليها حوط، وأدخل يده في ماء وتراب، ثم أدخلها في رحمها، حتى ظن أنه قد أخرج

الماء، واشتملت الرحم على ما فيها، فنتجها قرواش مهراً، فسمي داحساً لذلك، وخرج كأنه أبوه ذو

العقال، وفيه يقول جرير:

إنَّ الجيادَ يَبِتنَ حولَ قِبَابِنَا ... مِنْ آل أعوَجَ أو لِذي العُقَّالِ

أعوج فرس لبني هلال، فلما تحرك المهر شيئاً مرَّ مع أمه وهو فلو يتبعها، وبنو ثعلبة سائرون فرآه

حوط فأخذه، فقالت بنو ثعلبة: يا بني رياح، ألم تفعلوا فيه ما فعلتم أول مرة، ثم هذه الآن، فقالوا: هو

فرسنا، ولن نترككم، أو نقاتلكم عليه، أو تدفعوه إلينا، فلما رأى ذلك بنو ثعلبة قالوا: إذاُ لا نقاتلكم

عليه، أنتم أعز علينا منه. هو فداؤكم فدفعوه إليهم، فلما رأى ذلك بنو رياح قالوا: والله لقد ظلمنا

اخوتنا

<<  <  ج: ص:  >  >>