هُوَ الإِمَام الزَّاهِد الْقدْوَة الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم عبد الْكَرِيم بن هوَازن بن عبد الْملك بن طَلْحَة الْقشيرِي الْخُرَاسَانِي النَّيْسَابُورِي صَاحب "الرسَالَة القشيرية" ولد سنة سِتّ وَسبعين وَثَلَاث مئة، سمع من الْخفاف وابي نعيم الأسفر أييني وَأبي الْحسن الْعلوِي وَعبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْمُزَكي وَأبي بكر بن فورك وتفقه على أبي بكر مُحَمَّد بن أبي بكر الطوسي وَأبي إِسْحَاق الأسفراييني وَحدث عَنهُ أَوْلَاده عبد الله وَعبد الْوَاحِد، وَأَبُو نصر عبد الرَّحِيم وَعبد الْمُنعم وزاهر الشحامي، وَأَخُوهُ وجيه، وحفيده أَبُو الأسعد هبة الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن الْفضل الفراوي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبُحَيْرِي وَآخَرُونَ.
قَالَ القَاضِي أَن خلكان: كَانَ أَبُو الْقَاسِم عَلامَة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَالْأُصُول وَالْأَدب وَالشعر وَالْكِتَابَة، وصنف التَّفْسِير الْكَبِير وَهُوَ من أَجود التفاسير وصنف الرسَالَة فِي رجال الطَّرِيقَة، وَحج مَعَ الإِمَام أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ والحافظ ابي بكر الْبَيْهَقِيّ، فَسمع مَعَهم الحَدِيث بِبَغْدَاد والحجاز، وَقَالَ الْخَطِيب: كتبناعنه وَكَانَ ثِقَة، وَكَانَ حسن الْوَعْظ مليح الْإِشَارَة يعرف الاصول على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ، وَالْفُرُوع على مَذْهَب الشَّافِعِي، وَقَالَ أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ: لم يرد الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم مثل نَفسه فِي كَمَاله وبراته، وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد السَّادِس وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبع مائَة.