للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمخلوقون محدَثون (١) دائمون بإدامته، فانون بإفنائه، مبعوثون ببعثه، منشورون بنشره.

فإذا ثبت نصاً في الكتاب العزيز والسنة النبويَّة - على قائلها أفضل الصلوات (٢) والتسليم - أنَّه سبحانه خلق آدم بيده، وأنَّه قال لإبليس: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥]، وأنَّه سبحانه قال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: ٦٤]، وثبت في الصّحيح في محاجَّة آدم وموسى قولُه له: "خلقك الله بيده" (٣)، وقال - صلى الله عليه وسلم - حاكياً عن ربّه: "لا أجعل صالحَ ذريةِ مَنْ خلقتُ بيديَّ كمن قلت له: كن فكان" (٤)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "خلق


= من باب الإخبار فإنه يصح، والأكمل أن يقال: (الحي)، بدل: الدائم السرمدي.
(١) في (ظ) و (ن): (حادثون).
(٢) في (ظ) و (ن): (الصلاة).
(٣) أخرجه مسلم في القدر، باب: حجاج آدم وموسى - عليهما السلام - (٤/ ٢٠٤٣) رقم (٢٦٥٢) من حديث أبي هريرة بلفظه، أثناء حديث محاجّة آدم وموسى - عليهما السلام -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "احتج آدم وموسى - عليهما السلام - عند ربهما فحجّ آدم موسى، قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جنته ... " الحديث.
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (١/ ٢٥٤)، وفي الأوسط (٦/ ١٩٦) رقم (٦١٧٣) من حديث عبد الله بن عمرو بنحوه أثناء حديث طويل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الملائكة قالت: يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون، ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نلهو، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة، فقال: لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن فكان". قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢٥٤): (وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي، وهو كذاب متروك، وفي سند الأوسط طلحة بن يزيد، وهو كذاب أيضاً).
وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (٢/ ٤٦٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٢/ ١٢١ رقم ٦٨٨)، وفي شعب الإيمان (١/ ١٧٢ رقم ١٤٩) من طريق عروة بن رويم، عن الأنصاري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره بنحوه.
قال البيهقي في الشعب (١/ ١٧٢): (في ثبوته نظر). =

<<  <   >  >>