للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تعالى، فقال: ويلك يا جعدُ!! [تعضُّ] (١) (٢) المسألة؟ إني لأظنك من الهالكين، يا جعد، لو لم يخبر (٣) الله تعالى في كتابه أن له عيناً ويداً (٤) ووجهاً لما قلنا ذلك، فاتق الله. ثم لم يلبث جعدٌ أن قُتِلَ وصُلِب (٥).

وخطب خالد بن عبد الله القسريُّ (٦) يوم الأضحى بالبصرة، فقال في آخر خطبته: انصرفوا إلى منازلكم وضحُّوا بارك الله لكم في ضحاياكم، فإنِّي مضحٍّ اليوم بالجعد بن درهم، فإنَّه يقول: (لم يتخذ الله


= وعمرو بن دينار. روايته للمسند قليلة، وإنما غزارة علمه في الإسرائيليات، ومن صحائف أهل الكتاب. وثقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والعجلي، وغيرهم. توفي على الأرجح سنة ١١٠ هـ.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري (٨/ ١٦٤)، وسير أعلام النُّبَلاء (٤/ ٥٤٤)، وتهذيب التهذيب (١١/ ١٦٦).
(١) في (ص) و (ن) وعقيدة السلف: (بعض)، وفي (ظ) ما أثبته.
(٢) تعضُّ: العين والضاد أصل واحد صحيح، وهو الإمساك على الشيء بالأسنان. ثم يقاس منه كل ما أشبهه؛ حتّى يسمى الشيء الشديد والصلب والداهي بذلك.
انظر: معجم مقاييس اللغة (٤/ ٤٨)، ولسان العرب (٧/ ١٨٨).
(٣) في عقيدة السلف: (يخبرنا).
(٤) في (ظ) و (ن) وعقيدة السلف: (يداً وعيناً ووجهاً).
(٥) روى هذه القصة الصابوني في عقيدة السلف (ص ١٩٠ - ١٩١)، وذكرها ابن كثير في البداية والنهاية (٩/ ٣٥٠) وعزاه إلى ابن عساكر في تاريخه، والذهبي في سير أعلام النُّبَلاء (٥/ ٤٣٣).
(٦) هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري من بجيلة، أبو الهيثم. ولد سنة ٦٦ هـ، يماني الأصل من أهل دمشق، وهو الذي قتل الجعد بن درهم، وكان فيه مروءة وكرم وشدة على أهل البدع، قتل في أيام الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ هـ.
انظر: الجرح والتعديل (٣/ ٣٤٠)، وسير أعلام النُّبَلاء (٥/ ٤٢٥)، وتهذيب التهذيب (٢/ ٥٢٠).

<<  <   >  >>