للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً)، - سبحانه وتعالى - عمَّا يقول الجعدُ علواً كبيراً، ونزل عن المنبر فذبحه بيده، وأمر بصلبه (١) (٢).

واعلم أنه (٣) من كذب على الله تعالى في خبره، أو ضادَّه في فعله، أو عانده في أمره ونهيه، فهو كافرٌ مرتدٌّ يُسْتَتَابُ عند جمهور العلماء، فإن تاب وإلا قتل.

وقالت طائفةٌ: لا يُقبل له توبةٌ، فإن (٤) قُبلت يجب قتله حدًّا، وخصَّ مالكٌ وأصحابه وقول السلف وجمهور العلماء وبعض أصحاب الشافعيِّ، عدمَ قبول توبته [وقتلَه] (٥) حتماً [بسبِّ] (٦) النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقط،


(١) هذه القصة أخرجها البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٦٤)، وفي خلق أفعال العباد (ص ٨)، والدارمي في الرد على الجهمية (ص ٢١) رقم (١٣)، و (ص ٢٠٩) رقم (٣٨٨)، والصابوني في عقيدة السلف (ص ١٩١)، وذكرها الذهبي في العلّو (ص ١٣١) رقم (٣٦٠) وعزاه في رقم (٣٦١) لعبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابه (الرد على الجهمية)، وذكر الألباني في مختصر العلو (ص ١٣٣ - ١٣٤) بعد ما ساق طريقين لهذه القصة: أن الإسنادين يشد أحدهما الآخر، ويقويه، قال ابن قيم في نونيته:
ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ ... ـقسريُّ يوم ذبائح القربانِ
إذ قال إبراهيم ليس خليله ... كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحيَّة كلُّ صاحب سنة ... لله درك من أخي قربانِ
شرح القصيدة النونية للهراس (١/ ٢٥)، وذكرها ابن القيم أيضاً في الصواعق المرسلة (٣/ ١٠٧١).
(٢) نقله المؤلف بالنص من عقيدة السلف للصابوني (ص ١٩٠ - ١٩١).
(٣) في (ظ) و (ن): (أن من كذّب الله تعالى ...).
(٤) في (ظ) و (ن): (وإن).
(٥) في (ظ) و (ن) وليست في (ص).
(٦) في (ص): (بسب)، وفي (ظ) و (ن) ما أثبته.

<<  <   >  >>