للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيراً أمّنّاه، وقرّبناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأْمنْهُ ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة) (١).

وروينا في صحيح مسلم - رحمه الله - عن أبي عبد الله طارق بن أشيم (٢) - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من قال: لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرّم الله ماله (٣) ودمه، وحسابه على الله" (٤)، قال (٥) الله تعالى في حق المشركين: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: ٥].

إذا عرفت هذا فاعلمْ: أن (من أنكر ما عُرف بالتواتر من الأخبار والسير والبلاد؛ التي لا [ترجع] (٦) إلى إبطال شريعةٍ، ولا [تفضي] (٧) إلى إنكار قاعدةٍ من الدين، كإنكار غزوة تبوك أو مؤتة، أو وجود أبي


(١) أخرجه البخاري في الشهادات، باب الشهداء العدول (٥/ ٢٥١) رقم (٢٦٤١) من طريق عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ......... فذكره بلفظه.
(٢) هو طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي، والد أبي مالك تفرد بالرواية عنه ولده، وصرح بالسماع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي السنن أن ولده قال له: (يا أبت إنك صليت الصبح خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر، وعمر، وعثمان، أكانوا يقنتون؟ قال: يا بني محدث ...). انظر: أسد الغابة (٣/ ٤٨)، والإصابة (٢/ ٢١٩).
(٣) في (ظ) و (ن): (حرم ماله).
(٤) أخرجه مسلم في الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله .... (١/ ٥٣) رقم (٢٣) من حديث طارق بن أشيم بلفظه.
(٥) في (ظ) و (ن): (وقال).
(٦) في (ص): (يرجع)، وفي (ظ) و (ن) والشفا ما أثبته.
(٧) في (ص): (يفضي)، وفي (ظ) و (ن) والشفا ما أثبته.

<<  <   >  >>