للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يولد، ولم يكن له كُفُواً أحد. أوجد الموجودات كلَّها، من العدم، صادرةً عن كلمة كن من غير تردُّد؛ فكانت إظهاراً لقدرته. وجعل النوعَ الإنسانيَّ مدركاً لصنعته (١) بالعلم، وإن كانت كلها مسبحةً بحمده على الأبد. أحمده على ما هدانا له من غير تردُّدٍ ولا حَيَد (٢).

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من أيقن بها من غير فَقَد.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوثُ إلى الثقلين: الجنِّ والإنس، الوالدِ منهم والولد، المنعوتُ بنعوت الكمال حتى صار سيّد مَنْ عبد، - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله (٣) وأزواجه وصحابته وذريته، أهل العلم والعمل والمعتقد، صلاةً دائمةً بدوام المُدد والمَدد.

أما بعد: فهذا كتابٌ صنّفته على أصول أهل السُّنة في الاعتقاد من غير زِيَد، ذكرتُ فيه ما يحتاج إليه كلُّ عارفٍ من أهل الزُّبَد (٤) (٥)،


= بهذا نص أصلاً. وانظر كذلك: معجم المناهي اللفظية (ص ١٢٤ - ١٢٥) للدكتور بكر بن عبد الله أَبو زيد.
(١) في (ظ) و (ن): (لصنعه).
(٢) الحيْد: هو الميل والصد والعدول عن طريق الحق، قال ابن فارس في: معجم مقاييس اللغة (٢/ ١٢٣): الحاء والياء والدال أصل واحد، وهو الميل والعدول عن طريق الاستواء. يقال: حَاد عن الشيء يحيد حَيدة وحُيوداً، والحُيُود: الذي يحيد كثيراً.
وأما حَيَدٌ بتحريك الياء، قال ابن منظور في لسان العرب (٣/ ١٥٩): ويقال: اشتكت الشاة حَيَداً إذا نشب ولدها فلم يسهل مخرجه.
وبذلك يظهر أن المعنى قريب بين (الحيْد) و (الحيَد).
(٣) في (ظ): (صلى الله عليه وعلى أزواجه).
(٤) في (ظ) و (ن): (الزيد).
(٥) زبد: الزاء والباء والدال أصل واحد، يدل على تولد شيء عن شيء. =

<<  <   >  >>