للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجاءَ نفعِهم به (١) في الأولى والعقبى، ووصله إلى دار الكرامة والأبد.

وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلتُ وإليه أُنيب، سبحانه هو السَّيدُ (٢) السَّند (٣)، وأعوذُ به سبحانه من التفنيد عنه والفَنَد (٤)، إنَّه


= والزُّبْدة: ما خلُص من اللبن إذا مُخض، واذا أخذ الرجل صفو الشيء قيل: تَزبَّده، والزَّبْد: العون، والرفد، والعطاء.
ولعلّ المقصود بأهل الزُّبد: هم أهل العلم الذين هم الصَّفوة، والخلاصة.
انظر: معجم مقاييس اللُّغة لابن فارس (٣/ ٤٣)، ولسان العرب لابن منظور (٣/ ١٩٢ - ١٩٣).
(١) ليست في (ظ) و (ن).
(٢) السيد: اسم ثابت لله - سبحانه وتعالى - بالسُّنة الصَّحيحة، والدليلُ ما رواه البخاريّ في الأدب المفرد رقم (٢١١) باب: (١٥٧) هل يقول سيدي) عن مطرف قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: أنت سيدنا، قال: "السيد الله"، قالوا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، قال: فقال: "قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم الشيطان". وقد رواه أحمد في مسنده من طريقين عن عبد الله بن الشخير (١٢/ ٥٢٠ - ٥٢٢) برقمي: (١٦٢٥٩ - ١٦٢٦٨)، ورواه أبو داود في سننه (٣/ ٢٥٩ - ٢٦٠) كتاب الأدب، باب في كراهية التمادح برقم (٤٨٠٦)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ص ٩٧) برقم (١٥٥)، وفي سلسلة الأحاديث الصَّحيحة (٢/ ٤٣٨)، وفي صحيح الجامع (١/ ٦٨٩) برقم (٣٧٠٠).
(٣) السند ليس اسماً من أسماء الله تعالى، ولا صفة من صفاته؛ إذ لم يردّ به دليل، من كتاب أو سنة، وأسماء الله وصفاته توقيفية، ويجوز أن يكونَ من باب الإخبار، ولا نقص فيه، فالله هو سندنا ومعتمدنا، والعبد يفوضُ أموره كلها لله، ويتوكل عليه حق التوكل، وهذا هو مقصودُ المؤلِّف - رحمه الله -، وربما حمله على ذلك سجع الكلام، وبراعة الاستهلال.
(٤) التفنيد: اللوم وتضعيف الرأي. والفند: الخرف وإنكار العقل من الهرم أو المرض، قاله ابن منظور في لسان العرب (٣/ ٣٣٨)، وقال ابن الأثير في النهاية (٣/ ٤٧٤ - ٤٧٥): الفند في الأصل: الكذب. وأفند: تكلم بالفند، ثمّ قالوا للشيخ إذا هرم: قد =

<<  <   >  >>