للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الزمر]

قوله تعالى: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} ٣ يحتمل قوله: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الأَنْعَامِ} وجهين. أحدهما: أن تكون (من) لبيان الجنس. الثاني: أن تكون (من) لابتداء الغاية. وهذان الوجهان يحتملان في قوله: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً ً} ٤.

قال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَاد الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} ٥ القول هنا المراد به القول المنزل من عند الله؛ يدل على ذلك ما قبل الآية وما بعدها؛ ولأنه ليس كل قول يجوز استماعه كالكذب والزور والباطل والكفر ونحوه٦.


٣ سورة الزمر، الآية:٦.
٤ سورة الشورى، الآية: ١١. وإعراب المؤلف للآيتين في شرح العقيدة الطحاوية، ص (١٩٧) ، وقد أشار طائفة من المفسرين إلى هذا الإعراب، وإن لم ينصوه نصاً. انظر التفسير الكبير (٢٧/١٢٩) ، ومجموع الفتاوى (١٢/٢٥٤) ، والبحر المحيط (٧/٤٨٨) ، وروح المعاني (٢٥/١٧) ، ترى بمجموع النظر فيها ما ذكرتُ.
٥ سورة الزمر، الآية: ١٧، ١٨.
٦ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٢١١) تحقيق عبد الحكيم. وما ذهب إليه المؤلف في المقصود بالقول هو أحد الأقوال في معنى الآية. انظر تفسير القرآن للسمعاني (٤/٤٦٤) ، ومعالم التنزيل (٤/ ٧٥) ، والمحرر الوجيز (١٤/ ٧٢، ٧٣) تجد الأقوال في هذه المراجع.
وانظر زاد المسير (٧/ ١٧٠) فقد ذكر ابن الجوزي ثلاثة أقوال. من بينها أنه القرآن ونسبه لجمهور العلماء. ونصره شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم، وهو المفهوم من تفسير ابن كثير للآية. انظر مجموع فتاوى شيخ الإسلام (١٦ / ٥) وما بعدها، وبدائع التفسير
(٤/ ٥٢ ـ ٥٨) ، وتفسير القرآن العظيم (٤/ ٤٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>