للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَيْنَهُمَا} إلى أن قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ١.

... قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} ٢ الآية ... معنى { {كُتِبَ عَلَيْكُمْ} فرض عليكم وألزمكم٣

... قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} ٤قيل: معناه لا يطيقونه٥ هذا التقدير على قول من قال من النحاة: بتقدير (لا) في مثل قوله تعالى: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} ٦ والمبرد وغيره يأبون ذلك ويقدرون فيه كراهية أن تضلوا. وقولهم أولى؛ لأن تقدير العامل المناسب أولى من تقدير حرف النفي، مع أنه ليس قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} نظير قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} ٧ لأن هنا قرينة تدل على المقدر وهي قوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ} وليس في قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} ما يدل عليه ولا يجوز في مثله تقدير ما لايدل عليه من اللفظ دليل. وإلا لم يثق أحد بنص مثبت لاحتمال أن تكون (لا) مقدرة فيه. وقيل: معناه كانوا يطيقونه أي في حال الشباب فعجزوا عنه بعد الكبر، والآخر ظاهر


١ سورة الحجرات، الآية: ٩، ١٠. وانظر شرح العقيدة الطحاوية، ص (٤٤٢) ومقصود المؤلف من إيراد آية الحجرات أنها دلت على ما دلت عليه آية البقرة من بقاء أخوة الإسلام مع وجود الكبيرة وهي القتل، فدل ذلك على أن الكبيرة لا تخرج صاحبها من الإسلام.
٢ سورة البقرة، الآية: ١٨٠.
٣ التنبيه على مشكلات الهداية، ص (٤٨٥) (تحقيق عبد الحكيم) وانظر هذا المعنى في جامع البيان (٣/٣٨٤) وتفسير القرآن لأبي الليث (١/١٨١) ، والنكت والعيون (١/٢٣١) ، والوسيط (١/٢٦٨) ، وتفسير القرآن للسمعاني (١/١٧٤) .
٤ سورة البقرة، الآية: ١٨٤.
٥ انظر الدر المصون (٢/٢٧٣) فقد ذكر السمين هذا القول وقال: إنه بعيد.
٦ سورة النساء، الآية: ١٧٦.
٧ سورة النساء، الآية: ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>