للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - وعن معن بن يزيد رضي الله عنه أن من خطبته عليه السلام:

إن الحمد لله، ما شاء جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرًا. رواه أحمد والطبراني (١).

والمعنى: أنه سبحانه المقدم والمؤخر، يقدم من شاء فيما شاء، ويؤخر من شاء فيما شاء، لا مقدم لما أخر، ولا مؤخر لما قدم.

وقوله: (إن من البيان سحرا): يحتمل المدح والذم (٢)، والله سبحانه أعلم.


= وجهه من النار ولو بشقة من تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف. والسلام على رسول الله وبركاته. ثم خطب مرة أخرى: ...) وأورد ما نقله المصنف فوق، وبينهما فروق، فالنص المنقول هنا لفظ البيهقي، وقد أورد ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٢٤٥ رواية ابن جرير ثم رواية البيهقي وقال عنها: (وهذه الطريق أيضًا مرسلة، إلا أنها مقوية لما قبلها وإن اختلفت الألفاظ).
(١) انظر: مسند أحمد ٣/ ٤٧٠ (١٥٨٩٩)، والمعجم الكبير ١٩/ ٤٤٢ (١٠٧٤)، ورواه البخاري في الأدب المفرد ١/ ٣٠٣ (٨٧٧) قال: (حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة عن عاصم بن كليب قال: حدثني سهيل بن ذراع قال: سمعت أبا يزيد أو معن بن يزيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتمعوا في مساجدكم، وكلما اجتمع قوم فليؤذنوني. فأتانا أول من أتى، فجلس، فتكلم متكلم منا ثم قال: إن الحمد لله الذي ليس للحمد دونه مقصد ولا وراءه منفذ. فغضب فقام، فتلاومنا بيننا فقلنا: أتانا أول من أتى، فذهب إلى مسجد آخر فجلس فيه، فأتيناه فكلمناه، فجاء معنا، فقعد في مجلسه أو قريبًا من مجلسه ثم قال: الحمد لله الذي ما شاء جعل بين يديه، وما شاء جعل خلفه، وإن من البيان سحرًا. ثم أمرنا وعلمنا).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ١١٧: (رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير سهيل بن ذراع وقد وثقه ابن حبان)، وهو في كنز العمال ١٦/ ١٢٥.
(٢) انظر: مرقاة المفاتيح ٢/ ٢٣١.

<<  <   >  >>