إن من حولكم من العرب منعوا شاتهم وبعيرهم، ولم يكونوا في دينهم -وإن رجعوا إليه- أزهد منهم يومهم هذا، ولم تكونوا في دينكم أقوى منكم يومكم هذا، على ما فقدتم من بركة نبيكم صلى الله عليه وسلم، ولقد وكلكم إلى الكافي الأول الذي وجده ضالًّا فهداه، وعائلًا فأغناه، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها. والله لا أدع أقاتل على أمر الله حتى ينجز الله وعده، ويوفي لنا عهده، ويقتل من قتل منا شهيدًا من أهل الجنة، ويبقى من بقي منا خليفته وورثته في أرضه، قضاء الله الحق، وقوله الذي لا خلف فيه {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} [النور: ٥٥] ثم نزل، ا. هـ. مصححًا، وهو في كنز العمال ٥/ ٦٦٢ - ٦٦٤ معزوًا إلى ابن عساكر وفي بعض الألفاظ خلاف، وفيه: (قال ابن كثير: فيه انقطاع بين صالح بن كيسان والصديق، لكنه يشهد لنفسه بالصحة، لجزالة ألفاظه، وكثرة ما له من الشواهد). والخطبة في البداية والنهاية ٦/ ٣١٢ ط المعارف، وليس فيه هذا القول!.