للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما بعد فأنا أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى، وما سواه يفنى، الذي بطاعته يكرم أولياؤه، وبمعصيته يذل أعداؤه، فليس لهالك هلك معذرة في فعل ضلالة حسبها هدى، ولا في ترك حق حسبه ضلالة.

وإن أحق ما تعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بما لله عليه من وظائف دينهم الذي هداهم الله له، وإنما علينا أن نأمركم بما أمر الله به من طاعته، وننهاكم عما نهاكم الله عنه من معصيته، وأن نقيم فيكم أمر الله عز وجل في قريب الناس وبعيدهم، ولا نبالي على من مال الحق (١).

وقد علمت أن أقوامًا يمتنون (٢) في دينهم فيقولون: نحن نصلي مع المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، وننتحل (٣) الهجرة. وكل ذلك يفعله أقوام ولا يحملونه بحقه، وإن الإيمان ليس بالتحلي.

وإن للصلاة وقتًا اشترطه الله فلا تصلح إلا به، فوقت صلاة الفجر حين يزايل المرء ليله، ويحرم على الصائم طعامه وشرابه، فآتوها حظها من القرآن.

ووقت صلاة الظهر إذا كان القيظ فحين تزيغ (٤) عن الفلك حتى يكون ظلك مثلك، وذلك حين يهجر الهجير (٥)، فإذا كان الشتاء فحين تزيغ عن


(١) كتب ناسخ أتحت (الحق): (عن)! والجملة في الخراج: على من كان الحق، وفي محض الصواب: لا نبالي من قال الحق! وفي مناقب عمر: كما هنا. وهو أشبه بالصواب.
(٢) هكذا في س وح. وفي أوالكنز ومناقب عمر: يتمنون.
(٣) في أ: نخل!.
(٤) كتب ناسخ أفي الحاشية: الشمس.
(٥) في الكنز: المهجر.

<<  <   >  >>