للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقوامًا جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم الله أن تكونوا أمثالهم {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} (١).

أين من تعرفون من إخوانكم؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم، وحلوا فيه بالشقاوة والسعادة.

أين الجبارون [الأولون] (٢) الذين بنوا المدائن وحففوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصخرة والآثار.

هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم الظلمة، وانتصحوا بشفائه وبيانه، إن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال {كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (٣).

لا خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب جهلُهُ حلمَهُ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم.

رواه الطبراني، وأبو نعيم في (الحلية). قال ابن كثير: إسناده جيد (٤).


(١) من سورة الحشر، الآية: ١٩.
(٢) من الكنز.
(٣) من سورة الأنبياء، الآية: ٩٠.
(٤) هذا كله من الكنز ١٦/ ١٤٧، وانظر: المعجم الكبير ١/ ٦٠ (٣٩)، وحلية الأولياء ١/ ٣٦، وتفسير ابن كثير ٤/ ٣٤٣ ونصه: (هذا إسناد جيد، ورجاله كلهم ثقات، وشيخ جرير ابن عثمان وهو عثمان بن نمحة لا أعرفه بنفي ولا إثبات، غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ جرير كلهم ثقات، وقد روي لهذه الخطبة شواهد من وجوه أخر) وقال الهيثمي ٢/ ١٨٩: (نعيم بن محة لم أجد من ترجمه). والنص في الدر المنثور ٨/ ١٢٠.

<<  <   >  >>