للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النطاف، ومهطل (١) الرباب (٢) بوابل الطل (٣) فَرَشَّ الفيافي من الآكام بتشقيق الدمن، وأنيق الزهر، وأنواع (٤) المستحسن من النبات، وشَقَّ العيون من جيوب المطر إذ شبعت (٥) الدلاء حياةً للطير والهوام، والوحش وسائر الأنام والأنعام، فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغير دينه دين، وسبحان الذي ليس له صفة نعت (٦) موجود، ولا حد محدود.

ونشهد أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عبده المرتضى، ونبيه المصطفى، ورسوله المجتبى، أرسله الله إلينا كافةً والناس أهل عبادة الأوثان، وخضوع الضلالة، يسفكون دماءهم، ويقتلون أولادهم، ويخيفون سبلهم، عيشهم الظلم، وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء رحمة حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله عليه وسلم من الضلالة، وهدانا بمحمد صلى الله عليه وسلم من الجهالة، ونحن -معاشر العرب- أضيق الأمم معاشًا، وأخسهم رياشًا، جل طعامنا (٧) الهبيد -يعني: شحم (٨) الحنظل- (٩)، وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران،


(١) في س وح: هطل. وفي تاريخ دمشق: منهطل!، وأثبت ما في الكنز.
(٢) الرباب: السحاب الأبيض أو المتعلق الذي تراه كأنه دون السحاب. القاموس وحاشيته ص ١١٢.
(٣) في س وح: الطي!.
(٤) في س وأ: الأنواع.
(٥) في أ: شعبة!. وفي هذه الجمل حاجة إلى نظر ومزيد تحرير.
(٦) في الكنز: نفر.
(٧) في أ: جل قدرنا وطعامنا!.
(٨) في النسخ الثلاث: شم! وأثبت ما في الكنز.
(٩) التفسير من أصل الرواية. وفي النهاية ٥/ ٢٣٨: (الهبيد: الحنظل، يكسر ويستخرج منه حبه، وينقع لتذهب مرارته، ويتخذ منه طبيخ، يؤكل عند الضرورة).

<<  <   >  >>