للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخشعًا لها إذا ذكرت، ويغرى بها لئام الناس- كالياسر الفالج الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم وتدفع عنه المغرم] (١) وكذلك (٢) المرء المسلم البريء من الخيانة [إنما ينتظر إحدى الحسنيين إذا ما دعا الله، فما عند الله هو خير له، وإما أن يرزقه الله مالًا فإذا هو ذو أهل ومال، الحرث حرثان:] (٣) المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعها الله لأقوام. رواه ابن أبي الدنيا، وابن عساكر (٤).

...


(١) سقط هذا من س وح، واستدركته من تاريخ دمشق وكنز العمال، وصححت ما فيه من خطأ.
والياسر: المقامر، والفالج: الفائز و (يريد أن المسلم إذا لم يأت فعلًا دنيئًا يخجل لظهوره وذكره، ويبعث لئام الناس على التكلم به، فقد فاز بشرف الدنيا وسعادة الآخرة، فهو شبيه بالمقامر الفائز في لعبه، لا ينتظر إلا فوزًا. أي أن المسلم إذا برئ من الدناآت لا ينتظر إلا إحدى الحسنيين، إما نعيم الآخرة أو نعيم الدارين، فجدير به أن لا يأسف على فوت حظ من الدنيا، فإنه إن فاته ذلك لم يفته نصيبه من الآخرة، وهو يعلم أن الأرزاق بتقدير رزاقها، فهو أرفع من أن يحسد أحدًا على رزق ساقه الله عليه) من شرح الشيخ محمد عبده على نهج البلاغة ١/ ٦٠ - ٦١.
(٢) في س وح: فذلك. وفي الكنز: فكذلك. وأثبت ما في تاريخ دمشق ونهج البلاغة.
(٣) ساقط من س وح، استدركته من تاريخ دمشق والكنز. وانظر نهج البلاغة ١/ ٦١.
(٤) انظر تاريخ دمشق ٤٢/ ٥٠١ - ٥٠٣ وهو يرويها بإسنادين، أحدهما من طريق ابن أبي الدنيا، وكنز العمال ١٦/ ٢٠٦ - ٢٠٧، وقد جاء فيهما في نهاية الخطبة: قال سفيان بن عيينة -وقد ذكر في إسناد ابن أبي الدنيا-: (ومن يحسن يتكلم بهذا الكلام إلا علي؟).

<<  <   >  >>