قال: أُوصِيكُم بتقوى الله والسَّمعِ والطاعة، وإنْ عبدًا حَبَشِيًّا، فإِنَّه مَنْ يَعِشْ بعدي فَسَيَرَى اختلافًا كثيرًا. فعليكُم بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخلفاء المهديِّين الرَّاشدين، تمسَّكُوا بها وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذ. وإيَّاكم ومُحدثاتِ الأمُور فإنَّ كُلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكُلَّ بدعة ضلالة).
(رواه: الوليد بنُ مسلم، قال: ثنا ثور بنُ يزيد، قال: حدثني خالد بنُ مَعدان، قال: حدثني عبد الرحمن بنُ عَمرو السلمي، وحُجْر بنُ حُجْر، قالا: أتينا العِرْبَاض ابنَ سَارية - رضي الله عنه -، وهو ممن نزل فيه {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}[التوبة: ٩٢] فسلَّمنَا وقُلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسمين، فقال العرباض: .. فذكره.
وتابعه: أبو عاصم النبيل الضحاك بنُ مخلد، وعيسى بنُ يُونس، وعبد الملك ابنُ الصباح المسمعيّ، ثلاثتهم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن ابن عَمرو السلمي وحده، عن العرباض بن سارية، ولم يذكروا "حُجْر بن حجْر".
وقد توبع ثور بنُ يزيد. تابعه: محمد بنُ إبراهيم التيمي، وبَحير بنُ سعد، كلاهما عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عَمرو، عن العرباض بن سارية مثله).
(حديثٌ صحيحٌ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. وقال أبو نعيم في "المستخرج": هو حديثٌ جيِّدٌ من صحيح حديث الشامين. وهو وإنْ تركه الإمامان محمد بنُ إسماعيل البخاريّ ومسلم بنُ الحجاج، فليس ذلك من جهة إنكارٍ منهما له، فإنهما -رحمهما الله- قد تركا كثيرًا مما هو بشرطهما أولى، وإلى طريقهما أقرب، وقد روى هذا الحديث عن العرباض بن سارية ثلاثةٌ من تابعيّ الشام