قلتُ: وقد صحَّ سماعُ عبد الرحمن بن عسيلة الصُّنَابِحيِّ من بلالٍ - رضي الله عنه -، وهو نظير قيس، بل قيسٌ أعلى منه ...
ولذلك تعقَّبَ العلائيُّ ابنَ المدينيّ في "جامع التحصيل"(ص ٢٥٧)، قائلاً:"في هذا القول نظرٌ، فإنَّ قيسًا لم يكن مدلسًا. وقد وردَ المدينةَ عقب وفاة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - والصحابةُ بها مجتمعون، فإذا روى عن أحدٍ فالظاهرُ سماعُهُ منه". اهـ.
قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرتُ حديثَ الصُّنَابِحيِّ عن بلال في أبواب "الصوم والاعتكاف" وفيه خبرٌ عن ليلة القدر) (خ)(التسلية / ح ٣١).
١٥٩/ ١٢ - (تُوفِّيَ أبي وعليه دينٌ، فعرضتُ على غُرَماِئه أن يأخذُوا التمرَ بما عليه، فأبوا، ولم يروا أنَّ فيه وفاءً، فأتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فذكرتُ ذلك له، فقال:"إذا جَدَدْتَةُ فوضعتَهُ في المربد أذَنْتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء ومعه أبو بكر وعُمر، فجلس عليه ودعا بالبركة، ثم قال: "ادعُ غُرَماءك فَأَوفِهِم" فما تركتُ أحدًا له على أبي دينٌ إلا قضيتُهُ، وفضلَ ثلاثةَ عشرَ وَسْقًا: سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لونٌ، أو ستةٌ عجوةٌ وسبعةٌ لونٌ، فوافَيتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغربَ، فذكرتُ ذلك له فضحِكَ، فقال: "ائتِ أبا بكرٍ وعُمر فأخبرهما"، فقالا: لقد علمنا إذ صنع -رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما صنعَ- أن سيكونُ ذلك).
(عن عُبَيد الله بن عُمر، عن وهب بن كيسان، عن جابر - رضي الله عنه - به). (صحيحٌ. وانظر سياق حديث هشام بن عُروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر: أن أباه