للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إقناعك، أو أرضى إحراجك بالإقلاع عما أنت فيه.

وليتك -يا أخي- درستَ علومَ الحديث وطرقَ روايته دراسة وافية, غير متأثر بسخافات "فلان" رحمه الله، وأمثاله ممن قلَّدهم وممن قلَّدوه. فأنت تبحث وتنقب على ضوء شيء استقر في قلبك من قبل، لا بحثًا حرًّا خاليًّا من الهوى.

وثِقْ أني لك ناصح مخلص أمين. لا يهمني ولا يغضبني أن تقول في السنّة ما تشاء. فقد قرأتُ مِنْ مثل كلامك أضعاف ما قرأتَ. ولكنك تضرب الكلام بعضه ببعض.

وثِقْ -يا أخي- أن المستشرقين فعلوا مثل ذلك في السنّة، فقلتَ مثل قولهم وأعجبك رأيهم، إذ صادف منك هوى. ولكنك نسيت أنهم فعلوا مثل ذلك وأكثر منه في القرآن نفسه. فما ضار القرآنَ ولا السنّةَ شيءٌ مما فعلوا.

وقبلهم قام المعتزلةُ وكثيرٌ مِنْ أهل الرأي والأهواء، ففعلوا بعضَ هذا أو كلَّه، فما زادت السنّةُ إلا ثبوتًا كثبوت الجبال، وأتعب هؤلاء رؤوسهم وحدها وأوْهَوْهَا!.

بل لم نر فيمن تقدمنا مِنْ أهل العلم مَن اجترأ على ادّعاء أنَّ في "الصحيحين" أحاديث موضوعة، فضلاً عن الإيهام والتشنيع الذي يطويه كلامُك، فيوهم الأغرار أنَّ أكثرَ ما في السنّةِ موضوع! هذا كلام المستشرقين.

غاية ما تكلّم فيه العلماء نقد أحاديث فيهما بأعيانها، لا بادّعاء وضعها والعياذُ بالله، ولا بادّعاء ضعفها. إنما نقدوا عليهما أحاديث ظنوا أنها لا تبلغ في الصحة الذِّروةَ العُليا التهط التزمها كلٌّ منهما.

وهذا مما أخطا فيه كثيرٌ من الناس. ومنهم أستاذُنا السيد رشيد رضا رحمه

<<  <  ج: ص:  >  >>