وأن يؤولوا القرآن بما يخرجه عن معنى الكلام العربي، إذا ما خالف ما يسمونه (الحقائق العلمية)! وأن يردّوا من السنة الصحيحة ما يظنون أنه يخالف حقائقهم هذه! افتراءً على الله، وحبًّا في التجديد!.
بل إنَّ منهم لمن يؤمن ببعض خرافات الأوربيين، وينكر حقائق الإسلام أو يتأولها. فمنهم من يؤمن بخرافات استحضار الأرواح، وينكر وجود الملائكة والجن بالتأول العصري الحديث. ومنهم من يؤمن بأساطير القدماء وما ينسب إلى (القديسين والقديسات)! ثم ينكر معجزات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلها، ويتأول ما ورد في الكتاب والسنة من معجزات الأنبياء السابقين، يخرجونها عن معنى الإعجاء كله!! وهكذا وهكذا ..
وفي عصرنا هذا صديقٌ لنا، كاتبٌ قدير، أديبٌ جيدُ الأداء، واسعُ الاطلاع، كنا نعجب بقلمه وعلمه واطلاعه. ثم بدت منه هنات وهنات، على صفحات الجرائد والمجلات، في الطعن على السنّة، والإزراء برواتها، من الصحابة فمن بعدهم، يستمسك بكلمات للمتقدمين في أسانيد معينة، يجعلها -كما يصنع المستشرقون- قواعد عامة، يوسع مِنْ مداها، ويخرج بها عن حدّها الذي أراده قائلوها. وكانت بيننا في ذلك مساجلات شفوية، ومكاتبات خاصة، حرصًا مني على دينه وعلى عقيدته.
ثم كَتَبَ في إحدى المجلات -منذ أكثر من عامين- كلمة على طريقته التي ازداد فيها إمعانًا وغلوًا. فكتبتُ له كتابًا طويلاً في شهر جمادى الأولى سنة ١٣٧٠، كان مما قلت له فيه، مِنْ غير أن أسميه هنا أو أسمي المجلة التي كتب فيها، قلتُ له:
(وقد قرأتُ لك، منذ أسبوعين تقريبا، كلمة في مجلة ... لم تدع فيها ما وقر في قلبك من الطعن في روايات الحديث الصحيحة. ولست أزعم أني أستطيع