للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصلٌ: وروى محمد بنُ مسلم بنِ أي الوضاح، وشريك بنُ عبد الله النَّخَعِي، كلاهما عن سالم الأفطس، قال: حدثني رزين الجُرجانيّ، قال: سألت سعيد بنَ جبير عن هذه الآية {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}، قال: لا علم لي بها، فسألتُ الضحاك بنَ مزاحم، وذكرتُ له قولَ سعيد بنِ جبير، قال: أشهدُ لسمعتُهُ يَسألُ عنها ابنَ عباس. فقال ابنُ عباس: نزلتْ يوم خيبر. يعني قوله تعالى {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: ٢٤]. لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر أصاب المسلمون نساءً من نساءِ أهل الكتاب لهُنَّ أزواجٌ، وكان الرجلُ إذا أراد أن يأتي المرأة منهن، قالت: إن لي زوجًا، فسلْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فأُنزِلَت هذه الآية: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ}. يعني السَّبي من المشركين يُصاب لا بأسَ بذلك. قال -يعني رزين الجُرجاني-: فذكرتُ ذلك لسعيد بنِ جبير، فقال: صدق الضحاكُ.

(ورزين الجُرجاني: قال الهيثميُّ في "المجمع" (٧/ ٣): "لم أعرفه".

وقد ذكره السهميُّ في "تاريخ جرجان" (ص ٢١٢)، ولم يذكر فيه شيئًا، فرسمه رسم المجهول. ثم في روايته نكارة من وجهين، الأول:

قوله: "سألت الضحاكَ فقال: أشهد لسمعتُهُ -يعني: سعيد بن جبير- يسأل عنها ابن عباس". فهذا يعني أن الضحاك بنَ مزاحم سَمِع ابن عباس وهو يجيب سعيد بنَ جبير. وهذا لا يصحُّ، فقد مضت كلمةُ أهل العلم أن الضحاك لم يسمع من ابن عباس.

قال شعبة: قلت لمشاش: الضحاك سمع من ابن عباس؟ قال: ما رآه قط.

<<  <  ج: ص:  >  >>