عند ربنا، فصدَّقنا واتَّبعنا، فيقال له: صدقتَ، وعلى هذا حَيِيتَ، وعلى هذا مِتَّ، وعليه تُبعَثُ إن شاء الله، فيُفسحُ له في قبره مَدَّ بَصَرِه، فذلك قول الله - عز وجل -: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}[إبراهيم: ٢٧] فيُقالُ: افتحوا له بابًا إلى النار، فيُفتَحُ له بابٌ إلى النار، فيُقَالُ: هذا كان منزِلُكَ لو عَصَيتَ الله - عز وجل -، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، ويقال له: افتحوا له بابًا إلى الجنة فيُفتَحُ له، فيقال: هذا منزلك، وما أعَدُّ الله لك، فيزدادُ غبطةً وسرورًا، فيُعَادُ الجلدُ إلى ما بدأ منه، وتُجعَلُ رُوحُهُ في نَسَمِ طيرٍ تَعْلُقُ في شَجَرِ الجنة. وأما الكافرُ فيُؤْتَىَ في قبره من قبل رأسه فلا يوجدُ شيءٌ، فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء، فيجلسُ خائفًا مرعُوبًا، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم، وما تشهد به؟ فلا يهتدي لاسمه، فيُقَالُ: محمد - صلى الله عليه وسلم -، فيقول: سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا، فقلت كما قالوا، فيقال له: صدقت، على هذا حَيِيتَ، وعليه متَّ، وعليه تبعث إن شاء الله، فيضيق عليه قبرُهُ حتى تختلف أضلاعُهُ، فذلك قوله - عز وجل -: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}[طه: ١٢٤] فيقال: افتحوا له بابًا إلى الجنة، فيفتح له بابٌ إلى الجنة، فيقال له: هذا كان منزِلُكَ وما أعد الله لك لو أنت