مِن الشقِّ الآخرِ ينظرُ، حتى أتى بطنَ مُحَسِّرٍ، فحرَّكَ قليلا، ثم سلك الطريقَ الوسطى التي تخرجُ على الجَمْرَةِ الكبرى، حتى أتى الجمرةَ التي عند الشجرةَ، فرماها بسبعِ حَصَياتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ منها مِثلِ حَصَى الخّذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الوادي، ثم انصرف إلى المنحَرِ، فنحرَ ثلانًا وستينَ بيده، ثم أعطى عليًّا، فنَحَرَ ما غَبَرَ، وأشركه في هديه، ثم أمرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فجُعِلَتْ في قِدْرٍ، فطُبِخَتْ، فأَكَلا مِنْ لحمها وشربَا مِنْ مَرَقِها، ثم رَكِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاضَ إلى البيت، فصلَّى بمكةَ الظُّهرَ، فأتى بني عبد المطلب يَسْقُونَ على زمزمَ، فقالَ:"انْزِعُوا، بني عبد المطلب فلولا أَنْ يغلِبَكُمُ الناسُ على سِقَايَتِكُم لنزعتُ معكم" فناولُوه دَلْوًا فَشَرِبَ منه. وهذا تمامُ سياق حديث مسلم بطوله).
(رواه: جعفر بنُ محمد، عن أبيه محمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب أبي جعفر الباقر، قال: دخلنا على جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ. فقلتُ أنا محمد بنُ عليّ بنِ حُسين. فأهوى بيده إلى رأسي، فنَزَعَ زِرِّي الأعلى، ثم نزع زري الأسفل، ثم وضع كفَّه بين ثديَيَّ وأنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ. فقال: مرحبًا بك يا ابن أخي! سل عمَّا شئتَ. فسألته، وهو أعمى. وحضر وقتُ الصلاة. فقام في نساجةٍ ملتحفًا بها، كلما وضعها على مَنْكِبِهِ رجعَ طرفاها إليه مِنْ صغرها. ورداؤه إلى جنبه، على المِشْجَبِ فصلى بنا. فقلتُ: أخبرني عَنْ حَجَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فَقَالَ بِيَدِهِ، فَعَقَدَ تِسْعًا، فقال: .. وذكر الحديث