ابن العلاء بن زبر". وسئل عنه هشام بنُ عمار، فقال: "بخٍ، ثقة". ووثقه: ابنُ سعدٍ، والفسويُّ، والدارقطنيُّ، وابنُ حبان. والوليد بنُ مسلم: ثقةٌ، عِيبَ عليه أن يدلس تدليس التسوية، وقد صرح في جميع الإسناد كما رأيت، وقال أبو حاتم في "العلل" (٩٧٧) -: "الوليد عندي كثير الغلط"، ولم يتفرد به مع ذلك، فتابعه: محمد بنُ شعيب بن شابور، قال: ثنا عبد الله بنُ العلاء، قال: ثنا أبو سلام، قال سمعت عَمرو بن عبسة، فذكر مثله. أخرجه الحاكم (٣/ ٦١٦ - ٦١٧).
ومحمد بنُ شعيب بنِ شابور: كيِّس عاقل من ثقات الشاميين.
فإذا أضفت إلى صحة الإسناد أن أبا سلام شاميٌّ، وكذلك عَمرو بن عبسة، ولا يمتري أحدٌ في معاصرة أبي سلام لعَمرو، وأبو سلام غير مدلس.
أقول: إذا اعتبرت هذا جزمت بصحة السماع.
يضاف إلى هذا أن البخاريَّ، وهو حجةٌ في هذا الباب، روى هذا الحديث في "التاريخ الكبير" (٤/ ٢ / ٥٨)، قال: وقال سليمان بنُ عبد الرحمن: نا الوليد ابنُ مسلم، قال: أخبرني عبد الله بنُ العلاء: سمع الحبشي -أراه أبا سلام-، قال: حدثني عَمرو بنُ عبسة، قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى بعير .. نحوه.
ومن عرف طريقة البخاريّ في "تاريخه"، علم أنه أورد مثل هذا الإسناد لإثبات السماع.
أما قول أبي حاتم: "إنما يروي عن أبي أمامة، عنه" فيشير إلى الحديث، الذي رواه أبو سلام، عن أبي أمامة، عن عَمرو بن عبسة، وذكر قصة إسلامه.
وهو عند أبي داود (١٢٧٧)، والحاكم (٣/ ٦١٧) مختصرًا، والطبراني في "مسند الشاميين" (٨٠٦، ٨٦٣)، وأبي نعيم في "الدلائل" (١٩٨). وصححه الحاكم،