للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرَّاجِل، فجمعهما لي جميعا، ثم أردفني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه على العَضْبَاء، راجعين إلى المدينةِ، قال: فبينما نحن نسير، قال: وكان رجلٌ من الأنصار لا يُسْبَقُ شَدًّا، قال: فجعل يقول: ألا مُسَابِقٌ إلى المدينة؟ هل مِنْ مُسابِقٍ؟ فجعل يُعِيدُ ذلك، قال: فلما سمعت كلامه، قلت: أَمَا تُكْرِمُ كَرِيمًا، ولا تَهَابُ شريفًا؟ قال: لا، إلا أَنْ يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، قال قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذرني فلأسابق الرجل، قال: "إِنْ شئتَ" قال قلت: اذْهَبْ إليكَ، وَثَنَيتُ رجلي فَطَفَرْتُ، فعَدَوتُ، قال: فَرَبَطْتُ عليه شَرَفًا أو شرفين أستَبْقِي نَفَسِي، ثم عدوت في إثره، فربطت عليه شرفا أو شرفين، ثم إني رَفَعْتُ حتى أَلْحَقَهُ، قال: فَأَصُكُّهُ بين كتفيه، قال: قلت: قد سُبِقْتَ والله!، قال: أنا أظُنُّ، قال: فسبقتُهُ إلى المدينةِ، قال: فوالله ما لبثنا إلا ثلاثَ ليالٍ حتى خرجنا إلى خيبرَ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجعل عَمِّي عامرٌ يَرْتَجِزُ بالقوم: "تالله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا" "ونحنُ عن فضلِك ما استغنَينَا ... فثبت الأقدامَ إن لاقَينَا" "وأنزلنْ سكينةً علينا" فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من هذا؟ " قال: أنا عامِرٌ، قال: "غفر لك ربُّكَ"، قال: وما استغفر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لإنسانٍ يخُصُّهُ إلا استشهد، قال: فنادى عُمر بنُ الخطاب، وهو على جملٍ له: يا نبي الله! لولا ما مَتَعْتَنَا بعامرٍ، قال: فلما قدمنا

<<  <  ج: ص:  >  >>