المخطوط، وأنظر إلى تفرُّد الرواة ومتابعاتهم، مستعينًا بكلام علماء الحديث على معرفة الراجح، وربما أنفقتُ الليالي الطويلة في تحقيق لفظةٍ واحدة، حتى أصل إلى جادَّة الصواب فيها؛ فأنظرُ فإذا الحديث الواحد قد استغرق عدة ورقات قد تصل أحيانًا إلى ثلاثين ورقة، فلا أستطيع أن أُثبتَ ذلك في حاشية كتاب كبير مثل هذا التفسير، فاستقر رأي أن آخذ خلاصة هذا البحث في عدة أسطر، أما أصل البحث فأودعه في كتابي:" تسلية الكظيم بتخريج أحاديث تفسير القرآن العظيم". انتهى. واختصرته هكذا: التسلية / رقم الحديث.
٢٦ - جُنَّةُ المُرتاب بنقد المغني عن الحفظ، الكتاب لأبي حفص عُمر بن بدر الموصليّ (٦٢٢ هـ). نشرته دار الكتاب العربي بيروت، وكانت الطبعة الثانية في سنة ١٤١٤ هـ.
صنَّفه الشيخ يتعقب فيه ابنَ بدر وينتقده نقدًا علميًا صِرفًا في أكثر من ثلث الكتاب، ويُعلِّق عليه في مواضع بما في يده وضوحًا، ويُخرِّج. أحاديثه تخريجًا وافيًا موسعًا. وتم له كلُّ ذلك في الثامن عشر من شهر رمضان سنة ١٤٠٢ هـ، كما قال في مقدمته. وهو الأصل الذي اختصر منه كتابه الأول المسمى "فصل الخطاب بنقد المغني"، ولا يغني عنه إذ أنني رأيت في "فصل الخطاب" ما ليس في أصله.
ثم رأيت الشيخ أعاد تصنيف "جُنَّة المرتاب"، وسمَّاه:"غنيمة الإياب"، وذكر في كتابه "تنبيه الهاجد" الجزء العاشر منه (ص ١٠٠)، التعقب رقم (٢١٥٢)، قال: وهو صياغة جديدة لكتاب "جُنَّة المرتاب". وقد تراجعتُ فيه عن بعض أحكامي في "الجُنَّة" مع زيادة فوائد كثيرة. يسر الله طبعه بمنِّه