يُرسل الأحاديثَ عَن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إشارةً إلى أنَّ الحاملَ لفاعل ذلك طلبُ الإكثارِ من التحديث عنه، وإلا لكان يكتفى بما سمعه موصولًا. وقال الكرماني: مراد الشعبيّ أنَّ الحسنَ مع كونه تابعيًّا كان يُكثرُ الحديثَ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وابنُ عُمر مع كونه صحابيًّا يحتاط، ويُقلّ مِن ذلك مهما أمكَن. قلتُ: وكأن ابنَ عُمر اتبع رأي أبيه في ذلك، فإنه كان يحض على قلَّةِ التحديث عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لوجهين، أحدهما: خشية الاشتغال عن تعلُّم القرآن وتفهُّم معانيه، والثاني: خشية أن يحدث عنه بما لم يقله، لأنهم لم يكونوا يكتبون، فإذا طال العهدُ لم يؤمن النسيان. وقد أخرج سعيد ابنُ منصور بسندٍ آخر صحيح، عن الشعبيّ، عن قرظة بن كعب، عن عُمر، قال: أقلُّوا الحديثَ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأنا شريكُكُم. اهـ.
قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكر شيخُنا حديثين آخرين فيهما سماع الشعبي عن ابن عُمر، أحدهما أخرجته في أبواب: السير، ولفظه: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين. والآخر تقدم في: الأشربة، بلفظ: أمَّا بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر ..) (خ، م، ق، حم، مي، حب، طح معاني، هق، فِر جزء من فوائد حديثه، الرامهرمزيّ)(تنبيه ٩ / رقم ٢١٢٤).
٥٤٤/ ١٣ - (نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنِ الشُّرْبِ مِنْ فَمِ القِرْبَةِ، أو السِّقَاءِ، وأنْ يمنع جارَه أنْ يغرِزَ خَشَبَهُ في دَارِهِ. سياق البخاري).
(قال البخاريُّ في كتاب الأشربة من صحيحه / باب الشرب من فَمِ السقاء ١٠/ ٩٠ رقم ٥٦٢٧: ثنا عليّ بنُ عبد الله: ثنا سفيان: ثنا أيوبُ، قال: قال لنا عكرمةُ: ألا أخبركم بأشياء قصارٍ حدثنا بها أبو هريرة؟ ... فذكره). (صحيحٌ. وله طرق أخرى عن أبي هريرة، وشواهد عن بعض الصحابة ذكرتها في غوث