عبد المطلب، أُكْرِمُهُم بذلك". فخرج الناسُ حين قدمنا المدينةَ في الطُّرِق وعلى البُيوتِ مِنَ الغلمانِ والخدمِ يقولون: جاءَ محمدٌ جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما أصبح، انطلق فنزل حيثُ أُمِرَ. وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلَّى نحو بيت المقدس سِتَّةَ عشرَ شهرًا، أو سبعةَ عشرَ شهرًا، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ نحوَ الكعبةِ، فأنزل الله جلَّ وعلا:{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[البقرة / ١٤٤]، قال: وقال السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ -وهم اليهودُ-: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} فأنزل الله جل وعلا: {قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[البقرة / ١٤٢]. قال: وصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ، فخرج بعدما صلى، فمرَّ على قومٍ من الأنصار وهم ركوعٌ في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه قد وُجِّه نحو الكعبة، فانحرف القوم حتى توجّهُوا إلى الكعبة. قال البراءُ: وكان أوَّلَ مَنْ قَدِمَ علينا مِنَ المهاجرين مصعب بنُ عُمَير أخو بني عبد الدَّار بن قصيّ، فقلنا له: ما فعلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: هو مكانه وأصحابُهُ على أثري، ثم أتى بعده عَمرو بنُ أُمِّ مكتوم الأعمى أخو بني فِهر، فقلنا: ما فعل مَنْ