للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد رَوَيْتُ معي لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إداوَةً على فَمِهَا خِرْقَةٌ فَصَبَبْتُ على اللبن حتى بَرَدَ أسفَلُهُ. فانتهيتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فوافقتُهُ قدِ استيقظَ، فقلتُ: اشرَب يا رسولَ الله، فَشَرِبَ، فقلتُ: قد آن الرحيلُ يا رسولَ الله، فارتحلنا والقومُ يطلُبُونَنَا، فلم يُدْرِكْنَا أحدٌ منهم غيرُ سراقة بن مالك بن جُعْشُم على فرس له، فقلتُ: هذا الطلبُ قد لَحِقَنا يا رسولَ الله. قال: فبكيتُ، فقال: "لا تحزن إِن الله معنا"، فلما دَنَا مِنَّا. وكان بيننا وبينه قيدُ رُمُحَين أو ثلاثةٍ، قلتُ: هذا الطلبُ يا رسولَ الله قد لحقنا، فبكيتُ، قال: "ما يُبْكِيكَ"؟ قلتُ: أَمَا والله ما على نفسى أبكي، ولكن أبكي عليك، فدعا عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اللهمَّ اكفِنَاه بما شئت". قال: فساخَتْ به فَرَسُهُ في الأرض إلى بطنها، فوثبَ عنها، ثم قال: يا محمد، قد عَلِمتُ أن هذا عملُكَ، فادُع الله أنْ يُنجيني مِمَّا أنا فيه، فوالله لأُعَمِّيَّن على مَنْ ورائِي مِنَ الطلب، وهذه كِنَانَتِي، فخذ منها سهمًا، فإنك ستمُرُّ على إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا، فخذ منها حاجَتَكَ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حاجةَ لنا في إبلِكَ"، ودعا له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فانطلق راجعًا إلى أصحابه. ومضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا المدينة ليلًا، فتنازعَهُ القومُ أيُّهم ينزلُ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أنزِلُ الليلةَ علي بني النَّجار أخوال

<<  <  ج: ص:  >  >>