للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سيرين: ثنا عِمران بنُ حصين مرفوعًا، فذكره. وأخرجه أبو عوانة في المستخرج ١/ ٨٧ من طريق أبي حرّة بهذا الإسناد لكن عنعنه).

(صحيحٌ. وفيه إثبات سماع محمد بن سيرين من عِمران بن حصين - رضي الله عنه -.

قال شيخُنا - رضي الله عنه -: فقد نقل الحافظ في التهذيب ٩/ ٢١١، عن الدارقطنيّ، أنه قال: محمد بنُ سيرين لم يسمع من عِمران بن حصين.

قلتُ: وهذا النفيُّ فيه نظرٌ. فقد أخرج مسلمٌ في "صحيحه" ... فذكر شيخُنا الحديث المتقدم وتخريجه، ثم قال:

وقد سُئل أحمد عن ذلك، فقال: "سمع ابنُ سيرين من عِمران". وبيان ذلك أنَّ ابنَ سيرين أدرك عِمران إدراكًا بيِّنًا، فقد وُلِدَ لسنتين بقيتا من خلافة عثمان - رضي الله عنه -، يعني في حدود سنة ٣٣ هـ، وتُوفِّي عِمران - رضي الله عنه - سنذ ٥٢، فقد كان لابن سيرين تسعةَ عشرَ عامًا؛ ثم كلاهما بصريٌّ، وابنُ سيرين كان بريئًا من التدليس. نعم كان مُقلًّا عن عِمران بخلاف الحسن البصري وغيره، فقد روى له مسلمٌ عن عِمران ثلاثة أحاديث (١). وزاد أحمد ثلاثةُ أحاديث أُخر، فالحاصل أن أحاديثه عن عِمران نحو العشرة، أو فوقها بقليلٍ، كما يعلم من النظر في رواياته.

وبعد كتابة ما تقدَّم رأيت الدارقطنيّ ذكر في العلل ١٠/ ١٢ حديث أبي هريرة في قصة "ذي اليدين" فذكر طريقًا رواه عليّ بنُ عبد الله العامريّ، عن عبد الكريم بن أبي


(١) قال أبو عَمرو -غفر الله له-: ذكرتُ الحديث الثاني لابن سيرين عن عمران في مسلم وهو حديث: "أن رجلًا أعتق ستةَ مملوكين له عند موته .. " في أبواب: "البيوع والتجارات مع العتق" ج ٢. والثالث وهو حديث: "أن رجلًا عضَّ يَدَ رجلٍ فانتزع يده .. " في أبواب: "الحدود والأحكام" ج ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>