قال الدارقطنيُّ في العلل ج ٥ / ق ٢٦/ ١ - ٢:" .... فيه اضطرابٌ، فقيل: عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري. وقيل: عنه، عن عقيل، عن الزهري. وقيل عنه، عن أبي الأسود، عن عُروة، عن عائشة. وقيل: عنه، عن الأعرج، عن أبي هريرة .... ثم قال: والاضطراب فيه من ابن لهيعة. اهـ.
وقال الطحاويُّ: "وأمَّا حديثُ ابنِ لهيعة فبيِّنُ الاضطراب". ثم ساق ما تقدم ذكرُهُ.
وقال الترمذيُّ في العلل الكبير ١/ ٢٨٨ - ٢٨٩: "سألتُ محمدًا -يعني: البخاري- عن حديث ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يكبّر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. ورواه بعضُهُم، عن خالد بن يزيد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة؛ وضعَّف هذا الحديث. قلتُ له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أُعلمه". اهـ.
قلتُ: لا شكَّ أن مثل الاضطراب يوجبُ ضعف الحديث، والظاهر أنَّ ابنَ لهيعة اضطرب فيه بعد احتراق كتبه، ولسنا ننكر أن يقع منه هذا، ولكن رواهُ عنه: ابنُ وهبٍ، وإسحاق بنُ عيسى، وكلاهما مِن قدماء أصحاب ابن لهيعة، فيمكن ترجيح هذا الوجه، وإنما يحكم بالاضطراب إذا تعذَّر الترجيحُ بأن تستوي أوجهُ الخلاف.
أمَّا مع إمكان الترجيح، فينتفي القولُ بالاضطراب، وقد نقلَ البيهقيُّ عقب تخريجه