كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره حتى أتى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسه فيه، كذلك العبدُ لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله. وقال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا آمرُكم بخمس أمرني الله بهنَّ: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله. فمن فارق الجماعةَ قَيْدَ شبرٍ خلع الإسلام مِنْ رأسِهِ إلا أَنْ يرجع. ومَنْ دعا بدعوى الجاهلية، فإنّه مِنْ جثى جهنم". قيل: وإِنْ صامَ وصلَّى؟ قال:"وإِن صامَ وصلَّى، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله").
(عن الحارث الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا). (هذا حديثٌ صحيحٌ. صحَّحَهُ الحاكم ووافقه الذهبيُّ. وقال الترمذيُّ: حديثٌ حسن صحيحٌ)(ت، س، حم، حب، ك)(صحيح القصص / ٤٩ - ٥٠، ابن كثير ٢/ ١٧٣).
٩/ ٩ - (إِنَّ الله كتبَ كتابًا قبل أن يَخلُقَ الخَلق: إنَّ رَحمتِي سَبَقَت غَضَبِي، فهو مكتوب عندهُ فوقَ العرش).
(رواه: المعتمر بن سليمان، قال: سمعتُ أبي، يقول: حدثنا قتادة، أن أبا رافع حدثه، أنَّه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه -، يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: .. الحديث).
(صحيحٌ. وفيه إثباتُ سماع قتادة، من أبي رافع الصائغ. وردٌّ على من نفى من العلماء سماعه منه. فقد قال شعبة وأحمد وأبو داود في "سننه"(٥١٩٠): إن قتادة لم يسمع من أدب رافع. قال أحمد:"بينهما خلاس والحسن"، وكذلك قال الدارقطني في "العلل"(١١/ ٢٠٩)، وليس كما قالوا. قال شيخنا أبو إسحاق - رضي الله عنه -: والصواب